ثم قال: هذا إسناد للشاميين صحيح عندهم، ولم يخرجاه - يعني الشيخين - وليس كما زعمه لما أسلفناه، ولما قاله ابن حبان وغيره من أنّ هؤلاء إذا اجتمعوا في إسناد، كان ذلك الحديث من عمل أيديهم، وكأنه اعتمد على قول أبي مسهر في علي والبخاري في ابن زحر، والله أعلم يقصد في هذا الكلام اثنان هما: عثمان بن أبي العاتكة، وعلي بن يزيد.
ومنها القاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن مولى خالد بن يزيد بن معاوية، وهو إن قال فيه الكوفي: شامي تابعي، يكتب حديثه وليس بالقويّ.
وقال إبراهيم بن الجنيد، عن ابن معين: هو ثقة إذا روى عن الثقات.
وقال الحربي في كتاب العلل: من ثقات المسلمين، توفي سنة ثنتي عشرة ومائة.
وقال الجوزجاني في تاريخه: كان خيارا فاضلا. وقال الفسوي: ثقة. وسئل عنه أبو حاتم، فقال: حديث الثقات عنه مستقيم، لا بأس به، وإنما ينكر عليه من قبل الضعفاء، فقد قال فيه الإِمام أحمد بن حنبل: منكر الحديث، حدث عنه علي بن يزيد بأعاجيب، وما أراها إلا من قبله.
وقال أبو حاتم البستي: كان يروي عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المعضلات.
وفي سؤالات الآجري عن أحمد بن صالح تضعيفه، وفي الأوسط للبخاري: روى عنه المعلى وغيره أحاديث مقاربة، وأما من يتكلم فيه مثل علي بن يزيد ونحوه ففي حديثه ثَمَّ مناكير واضطراب، ومع ذلك ففي متنه أشياء لها أصول صحيحة وشواهد حسنة.
أما قوله: السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب فهو حديث عائشة عند ابن خزيمة، والحاكم، وابن حبان، وذكره البخاري تعليقا.