قبل من اتصاله عند جماعة من العلماء ولكن منعنا من أن نحتج به جهالة حال المحدّث لابن أبي كثير؛ وإن كنا قد عرضنا عنه.
السادس: قوله: إنّ أبا الأسود رواه أيضًا عن عروة، لكن من طريق ابن لهيعة، يفهم أن غيره لم يروه كروايته عنه، وهو غير صحيح؛ لما ذكره أبو عبد الله بن البيع من أن محمد بن عبد الله بن عروة رواه عن عروة، وكذلك محمد بن عبد الرحمن بن نوفل وعبد الحميد بن جعفر والحسن بن يناق، وفي الترمذي: ثنا علي بن حجر، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، عن بسرة، ومنهم من عابه بالاختلاف في إسناده وألفاظه؛ وذلك أنه مروي من جهة الزهري ومالك وهشام بن عروة، فأمّا الزهري فقد اختلف عليه على وجوه:
أحدها: عنه، عن عروة، عن مروان عن بسرة، وهذه رواية الطبراني عن عبد الرزاق، عن معمر عنه، عن عروة، قال: تذاكر هو ومروان الوضوء من مس الفرج، فقال مروان: حدّثتني بسرة أنها سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يأمر بالوضُوء من مس الفرج، فكأن عروة لم يرفع لحديثه فأرسل مروان إليها شرطيا فرجع فأخبرهم أنها سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يأمر بالوضوء من مس الفرج.
وكذلك رواه عبد الرحمن بن نمر اليحصبي، عن الزهري، عن عروة أنه سمع مروان قال: أخبرتني بسرة … الحديث. أخرجها الطبراني، عن أحمد بن معلى الدمشقي، عن هشام بن عمار، عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن نمر.
الثاني: عن الزهري، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو، ثم اختلفوا، فقيل: عن أبي بكر، عن عروة، عن بسرة، وهذه رواية يحيى بن عبد الله البابلتي، عن الأوزاعي، عن الزهري بلفظ: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: يتوضأ الرجل من مس الذكر.