محمد الزعفراني والعباس بن محمد جميعا عن دحيم ولما ذكره أبو عمر قال: هذا إسناده صالح، كلّ مذكور فيه ثقة معروف بالعلم إلا عقبة بن عبد الرحمن، فإنه ليس بالمشهور بالعلم، يقال: هو عقبة بن عبد الرحمن بن معمر، ويقال عقبة بن عبد الرحمن بن جابر، ويقال عقبة بن أبي عمرو. انتهى كلامه.
ويحتمل على أنه تارة نسب لجده الأعلى، وتارة للأدنى، ويكون أبوه يكنى أبا عمرو؛ وذلك لا يتأتى إلَّا بعد معرفة حاله، فنظرنا، فإذا أبو حاتم البستي ذكره في كتاب الثقات بنحو مما قلناه.
فقال: عقبة بن عبد الرحمن بن معمر من أهل المدينة ويعرف بابن أبي عمرو، ولما ذكره الحافظ ضياء الدين قال: ما أعلم بحديث جابر بأسا، وأبى ذلك البخاري، فقال لما ذكره: وعقبة روى عنه ابن أبي ذئب، مرسل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في مس الذكر. وزاد عبد الله بن نافع، عن جابر: ولا يصح.
وقال الشّافعي رحمه الله تعالى: وسمعت غير واحد من الحفاظ يرويه لم يذكروا جابرا، وقال أبو داود: وسئل أحمد عن حديث ابن أبي ذئب يعني هذا، فقال: هذا من ابن نافع عبد الله بن نافع، قال أبو داود: يريد أن قوله عن جابر وهم، وأن الحديث عن محمد بن عبد الرحمن، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسل.
وقال أبو طالب: سألت أبا عبد الله عن حديث عبد الله بن نافع هذا، فأنكره إنكارا شديدا، وقال: هذا ليس يرفع، وعبد الله بن نافع منكر الحديث، وقد رأيته وجالسته، وكان من المعدودين من أصحاب مالك وأعلمهم بقوله وكان يفتي بالمدينة وكان رجلا صالحا، قلت له: فما له؟ قال: لم يكن صاحب حديث ولا يعرفه، أحاديثه منكرة.