رواه مسلم في صحيحه، وذكر أبو عبد الله ابن منده الإِجماع على صحته، وفيما قاله نظر لأمرين: الأول: إن أراد إجماع أهل العلم قاطبة فمتعذر، وإن أراد إجماع الأئمة المتعاصرين أصحاب الليث - وهو الأشبه بمصطلحه؛ لأنه بيّن في غير موضع أنه يريد ذلك - فغير صواب أيضا؛ لأنه لم يخرجه أحد منهم زيادة على من ذكرناه غير النسائي، والسجستاني في رواية ابن داسة فقط، فأي إجماع مع مخالفة البخاري والترمذي؟! وعند ابن خزيمة وأبي عوانة، وسيأتي له تتمة عند أحمد - رحمه الله تعالى - إذا دخل بيته.
٢٧ - حدثنا محمد بن عبد العزيز، نا مسلم بن إبراهيم، نا بحر بن كنيز، عن عثمان بن ساج، عن سعيد بن جبير، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: إن أفواهكم طرق القرآن؛ فطيبوها بالسواك.
هذا أثر إسناده ضعيف؛ لضعف بحر راويه مولى باهلة السقاء، قال فيه يزيد بن زريع: لا شيء. وقال يحيى: ليس بشيء، ولا يكتب حديثه، كل الناس أحب إلي منه. وقال النسائي وابن الجنيد والدارقطني: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه. وقال الحربي في العلل: ضعيف. وفي كتاب الآجري: سئل أبو داود عنه، فقال: ضعيف، وسئل عنه مرة أخرى وعن عمران، فقال: عمران فوق بحر، بحر متروك.
وقال أبو حاتم: ضعيف.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وقال ابن سعد: مات سنة ستين ومائة، وكان ضعيفا.
وقال البخاري في التاريخ: ليس عندهم بقوي.
الثاني: الجهالة بحال عثمان، وإن كان ابن أبي حاتم قد وصفه بالرواية عن خصيف، وبرواية المعتمر بن سليمان، ومحمد بن يزيد بن سنان الرهاوي عنه،