وكان آخر أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا أن يكون أنس بن مالك، فإنه قد بقي بعده، أنهما دخلا وليمة، وسلمة على وضوءٍ، فأكلوا ثم خرجوا، فتوضأ سلمة، فقال له جبيرة: ألم تكن على وضُوء؟ قال: بلى، ولكن رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وخرجنا من دعوة دعينا لها، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على وضُوء، فأكل ثم توضأ، فقلنا له: ألم تكن على وضوء يا رسول الله؟ قال: بلى، ولكن الأمر يحدث، وهذا مما حدث.
خرجه الحافظ أبو بكر ن أبي داود في سننه: عن عبد الملك بن شُعيب بن الليث، حدثني أبي، عن جدي، حدثني زيد بن جُبيرة بن محمود بن أبي جُبيرة الأنصاري ثم الأشهلي، عن أبيه جبيرة بن محمود، عنه.
وحديث عبد الله بن زيد، قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا وضوء إلا مما مست النار، أو حدث، أو ريح.
رواه ابن شاهين عن الحسين بن أحمد بن صدقة، نا أحمد بن سعيد، ثنا يوسف بن عدي، ثنا ابن المبارك، عن محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن عباد بن تميم، عن عمه، فذكره، ورواه أبو حاتم.
ورواه أبو القاسم في الأوسط عن أحمد بن رشدين، ثنا يوسف بن عدي، ثم قال: لا يروي هذا الحديث عن الزهري إلا محمد بن أبي حفصة، تفّرد به ابن المبارك. وحديث زيد بن ثابت مرفوعا: توضئوا مما مست النار.