قال القزاز: استعمل منه سكت الشيء، أسوكه سوكا، إذا دلكته، ومنه اشتقاق السواك، تقول: ساك فمه، يسوكه سوكا، إذا دلكه بالمسواك، فإذا قلت: استاك؛ لم يذكر الفم، والمسواك يذكر ويؤنث، والتذكير أكثر، وهو نفس العود الذي يستاك به، وأصله الشيء الضعيف، يقال: جاءت الغنم والإِبل تستاك هزالا، أي ما تحرك رؤوسها، وقد تساوكت الإبل وغيرها: أصابها الهزال، قال عبيد الله بن الحر الجعفي:
إلى الله أشكو ما أرى بجيادنا … تساوك هزلى مخهن قليل
والسواك: مشي الجائع، وفي الصحاح: ويجمع على سوك، مثل كتاب وكتب، قال الشاعر:
أغر الثنايا أحمر اللثاث … تمنحه سوك الإسحل
وشرع السواك لتعظيم شأن العبادة وشأن المناجى؛ ليكون على كمال من الطهارة والنظافة؛ لأنه مزيل للقلح، مضعف للأجر، مطيب للنكهة، مسكن للصداع، مذهب لوجع الأضراس، يزيد صاحبه فصاحة، مذهب البلغم، مجلٍّ للبصر. جاء ذلك في آثار مرسلة ذكرها أبو نعيم والطبراني.
ومذهب الجمهور عدم وجوبه للصلاة، خلافا لإسحاق وداود إذ أوجباه، وبالغ إسحاق فأبطل الصلاة بتعمد تركه.
قال أبو عمر: فضل السواك مجمع عليه، لا اختلاف فيه، والصلاة عند الجميع بسواك أفضل منها بغير سواك، حتى قال الأوزاعي: هو شطر الوضوء. ويتأكد عند إرادة الصلاة، وعند الوضوء، وقراءة القرآن، والاستيقاظ من النوم، وعند تغيّر الفم، ويستحب بين كل ركعتين من صلاة الليل، ويوم الجمعة، وقبل النوم، وبعد الوتر، وعند الأكل، وفي السحر.
والأولى الاستياك بالأراك والبشام، والزيتون؛ لمجيئه في حديث معاذ مرفوعا: نعم السواك الزيتون، من شجرة