للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال حماد: ووصفه لنا غيلان كأنه يستن طولا. وحديث بهز وربيعة بن أكثم وعطاء بن أبي رباح: كان - عليه السلام - يستاك عرضا، ضعَّفها البيهقي. وحديث عائشة مرفوعا: كان يستاك عرضا ولا يستاك طولا ذكره أبو نعيم وهو ضعيف.

وزعم بعضهم أنه ليس بين حديث أبي موسى وما ذكرناه تعارض، فإن حديث أبي موسى يدل على أن تسوك اللسان والحلق طولا، وحديث بهز ومن تابعه في الأسنان عرضا.

وفي قوله - عليه السلام -: لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة يقتضي جواز الاستياك للصائم؛ أخذا بعموم اللفظ، يوضحه حديث عامر بن ربيعة: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ما لا أحصي يتسوك وهو صائم، قال فيه الترمذي: حسن. وحديث عائشة يرفعه: من خير خصال الصائم السواك، وحديث أنس: لا بأس بالسواك للصائم، وحديث ابن عمر: كان - عليه السلام - يستاك آخر النهار وهو صائم، ذكره ابن طاهر في التذكرة، وضعفه على معارضة غيرهم لهم في ذلك، وسيأتي في موضعه، إن شاء الله تعالى.

وما قدمناه أحسن دلالة ممن قال ذلك يؤخذ من قول عائشة: بأي شيء كان - عليه السلام - يبدأ إذا دخل عليك بيتك؟ قالت: بالسواك؛ لأن الحديث إنما جاء في دخوله البيت ليلا، فلا حجة فيه، بيانه: رواية شريح قلت لعائشة: بأي شيء كان يبدأ - عليه السلام - إذا دخل عليك بيتك؟ قالت: يبدأ بالسواك، ويختم بركعتي الفجر، ذكره الإِمام أبو حاتم في صحيحه.

<<  <  ج: ص:  >  >>