والعانة: النابت من الشعر حول القبل، وقيل: منبت الشعر هناك، وتصغيرها عوينة. وانتقاص الماء، بقاف وصاد مهملة، فُسر بالاستنجاء، ويؤيّده ورود ذلك صريحا في الموقوف عن ابن عباس، والحديثان واحد في تعداد خصال الفطرة، والمعنى: انقطاع البول بالماء عند الغسل، قاله أبو عبيد. وقد قيل: الماء يذهب الماء، وزعم ابن الأثير أنّ الصواب بفاءٍ وصاد مهملة، والمراد: نضحه على الذكر، من قولهم: لنضح الدّم القليل نفصة، وجمعها نفص، والأول أعرف.
والختان قال الأزهري: أصله القطع، ويطلق على قطع الغُلفَة من القبل تارة، وعلى موضع القطع أخرى، والمراد الأول، ويقال فيه: الختانة، قاله الجوهري، يقال: ختن الغلام والجارية يختِنهما ويختُنهما ختنا وختانا، فيما قال أبو زيد، وقال: الختن للرجال، والخفض للنساء، والختين: المختون والمختونة، الذكر والأنثى في ذلك سواء، وحكم ذلك يذكر في بابه إن شاء الله تعالى.
وفي قوله: إلا أن تكون المضمضة، قال عياض رحمه الله: ولعلها الختان، وهو أولى؛ لأنه في حديث أبي هريرة مذكور، واستضعف ذلك لوجهين:
أحدهما: أنّ خصال الفطرة لم ترد على جهة الحصر، ولهذا اختلف تعدادها في الأحاديث، وجاءت بصيغة التبعيض بالنص على شيء منها في حديث الخمس، لا يدل على فرد معنى نسيه راوٍ في حديث العشر.
الثاني: ما رجّح بعينه، بوروده في حديث أبي هريرة، معارض بورود ما تقدّم في حديث عمار وعبد الله بن عباس.
ويرجّح ذلك لأمرين:
أحدهما: في حديث عمار وابن عباس مع حديث عائشة كالمتن الواحد من جهة تعداد العشر، فما قصر في ضبطه بعض رواته يقرب إتمامه من ضبط الآخر؛ ولهذا