منا. وفسرها آخرون بالدين، منهم الماوردي، ويدلّ عليه وروده صريحا في بعض الروايات.
وأما إعفاء اللحية فهو توفيرها، قال الجوهري: عفا الشعر والنبت وغيرهما: كثر. زاد ابن سيده في المحكم: وطال. قال الجوهري: ومنه قوله حتى عفوا أي كثروا، عفوته، وعفيته، لغتان، والعافي: الطويل الشعر، وفي كتاب الأضداد لابن السكيت: عفا الشعر، إذا وفا، وعفا إذا درس، قال الهروي: ومنه قوله - عليه السلام -: فعلى الدنيا العفا أي الدروس، كره لنا أن نعفها كفعل بعض الأعاجم، وأما الأخذ من طولها وعرضها فحسن.
وأما الأظفار، فهو جمع ظفر، مضموم الظاء والفاء، وبضم الظاء وإسكان الفاء وبكسر الظاء وسكون الفاء، وأظافير جمع أظفور لغة في الظفر، ورجل أظفر: طويل الأظفار عريضها، وظفر حديد الظفر. قاله في الأساس.
والبراجم: واحدها برجمة، بضم الباء، وهي عقد الأصابع ومفاصِلها، وبه سميت البراجم من تميم وعبد القيس.
وقال أبو عبيد: البراجم والرواجب جميعا: مفاصل الأصابع. وأبى ذلك غيره؛ فقال الرواجب: هي ما بين العقد من داخل، واحدها راجبة، والبراجم من ظهور الأصابع.
والإِبط: باطن المنكب، يذكر ويؤنث، والتذكير أعلى، والجمع آباط. قال الجواليقي: وبعض المتحذلقين يقوله بكسر الباء، والصواب سكونها. انتهى.
يشهد لقائل ذلك قول الراجز فيما أنشده القزاز:
كان هواء في خواء إبطه … ليس بمهل البروك فرشطة
وأما المبرد فزعم أن ذلك للاتباع كقول عبد مناف بن ربع الهذلي:
إذا تأوب نوح قامتا معه … ضربا أليما بسبت يلعج الجلدا