بشيء، وفي قوله: عن زيد؛ إشارة إلى عدم صحة حديث النضر، عن أبيه، وقد جاء ذلك مصرحا به من كلام الإِمام أحمد فيما ذكره البيهقي، وأنّ تعليل الحديث بالاضطراب على قتادة ليس قادحا، لاحتمال سماعه منهما كما قال البخاري، وهما ثقتان، فسواء كان عنهما أو عن أحدهما، وإلى كونه صحيحا عنهما قال أبو حاتم البستي، فرواه في صحيحه من جهة عيسى بن يونس، عن شعبة، عن قتادة، عن القاسم، وقال: هذا الحديث مشهور عن شعبة وسعيد جميعا، وهو مما تفرد به قتادة، أنا عمر بن محمد، نا محمد بن عبد الأعلى، نا خالد بن الحارث، عن شعبة، عن قتادة، سمعت النضر بن أنس يحدث عن زيد فذكره، ورواه الحاكم من جهة عمرو بن مرزوق، أنا شعبة، عن قتادة، عن النضَّر، عن زيد بلفظ: فإذا دخل أحدكم الغائط فليقل: أعوذ بالله من الرجس النجس، الشيطان الرجيم، ثم قال: قد احتج مسلم بحديث لقتادة، عن النضر، عن زيد، واحتج البخاري بعمرو بن مرزوق، وهذا الحديث مختلف فيه عن قتادة، ورواه شعبة، عن القاسم، عن زيد، وكلا الإسنادين من شرط الصحيح، ولم يخرجاه بهذا اللفظ، وزعم الإشبيلي أنه اخَتلف في إسناده، قال: والذي أسند ثقة؛ وفيما قاله نظر؛ لأن الحديث لم يرم بالإِرسال حتى يكون الحكم للثقة المسند، إنما رمي بما ذكرناه آنفا، والله أعلم.
٣٣ - حدثنا محمد بن حميد، ثنا الحكم بن بشير بن سليمان، ثنا خلاد الصَّفَّار، عن الحكم النصري، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة، عن علي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ستر ما بين الجن وعورات بني آدم إذا دخل الكنيف أن يقول: باسم الله.