فيه أيضا: ابن سمعان، أن أبا بكر بن عياش قال: ثنا المعلى المالكي، فذكر غير اللفظ الأول عن شقيق عن عبد الله: جاء أعرابي إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيخ كبير، فقال: يا محمد متى الساعة؟ قال: وما أعددت لها؟ قال: والذي بعثك بالحق ما أعددت لها من كبير صلاة ولا صيام، إلا أنّي أحب الله ورسوله، قال: إنك مع من أحببت، قال: فذهب الشيخ فأخذ يبول في المسجد، فمر عليه الناس فأقاموه، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دعوه، عسى أن يكون من أهل الجنة، فصبوا على بوله الماء.
رواه عن المحاملي، ثنا يوسف بن موسى، ثنا أحمد بن عبد الله، ثنا ابن عياش به.
وقال الخطابي: وليس في حديث أبي هريرة ولا في خبر متصل ذكر لحفر المكان، ولا لنقل التراب، ولو سلم الحنفيون للإمام أحمد وغيره قوله، فإن لهم حديثا إسناده على رسم الشيخين، رواه أبو داود في كتاب السنن، فقال: ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا جرير بن حازم، قال: سمعت عبد الملك بن عمير يحدث عن عبد الله بن معقل بن مقرن، قال: قام أعرابي إلى زاوية من زوايا المسجد فانكشف فبال فيها، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خذوا ما بال عليه من التراب فألقوه، وأهريقوا على مكانه ماء.
قال: هذا مرسل، وابن معقل لم يدرك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبى ذلك عليه الحافظ ابن فتحون، فذكر أنّه له صحبة في كتابه المستدرك على ابن عبد البر، ولئن سلمنا لأبي داود قوله، وألقينا قول ابن فتحون فيكون مرسلا صحيحا، والمرسل معمول به عندهم، والله أعلم.
وذكره عبد الرزاق عن طاوس، وقد تقدّم كلام أبي الحسن عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس مرسلا مثله، فالاصطلاح: إذا عارض مرسلان صحيحان