وقال أبو سليمان الخطابي: في إسناد هذا الحديث مقال؛ أم ولد إبراهيم مجهولة، لا يعرف حالها في الثقة والعدالة، وبنحوه قال الخزرجي في تقريبه.
٥٠ - حدثنا أبو كريب، ثنا إبراهيم بن إسماعيل اليشكري، عن ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن أبي سفيان، عن أبي هريرة، قال: قيل: يا رسول الله، إنا نريد المسجد فنطأ الطريق النجسة، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يطهر بعضها بعضا.
هذا حديث معلل بأمور:
الأول: الاختلاف في حال ابن أبي حبيبة، فإن ابن عدي ذكر هذا الحديث في ترجمة إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة في جملة أحاديث أنكرت عليه، ثم قال: وابن أبي حبيبة صالح في باب الرواية، يكتب حديثه مع ضعفه، كما حكي عن ابن معين، ولفظه: الطرق تطهر بعضها بعضا.
وقال الإمام أحمد: كان ثقة، وقال ابن سعد: كان مصليا عابدا، صام ستين سنة، وكان قليل الحديث، وقال العجلي: حجازي ثقة، وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو عبد الرحمن: مدني ضعيف، وقال أبو الحسن: متروك، وقال الدوري عن ابن معين: ليس بشيء، وقال عثمان بن سعيد عنه: صالح، ولا يحتج به.
وقال أبو إسحاق الحربي: كان شيخا صالحا، وله فضل، ولا أحسبه حافظا، وقال أبو داود فيما حكاه الآجري عنه - يعني عن ابن معين -: ضعيف، وفي رواية معاوية بن صالح عنه: عن عبد الله بن عامر الأسلمي، وخالد بن إلياس، وابن أبي حبيبة: كلّ هؤلاء ليسوا بشيء. قلت: ابن أبي حبيبة مثلهم؟ قال: هو أصلح منهم، وقال الساجي: في حديثه لين.
وقال أبو جعفر العقيلي: له غير حديث، لا يتابع على شيء منه، وذكره الحافظ أبو العرب في كتاب الضعفاء.