أنبأنا يحيى، ثنا مسعر، حدثني واصل، عن أبي وا ل، عن عبد الله: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقيه وهو جنب فأهوى إلي، فقلت: إني جنب، فقال: إن المسلم لا ينجس.
وهو حديث ثابت في سائر نسخ النسائي، ولم يذكره صاحبا الأطراف ابن عساكر والمزي.
وقال أبو عيسى: وفي الباب عن ابن عباس، فلعل ظانا أن عبد الله هذا هو ابن عباس، وليس بابن مسعود، فليعلم أن شقيقا لم يرو عن ابن عباس شيئا في كتب الأئمة، والله أعلم.
ولم نر لابن عباس حديثا - فيما نعلم - إلا ما ذكره البخاري معلّقا عنه: المسلم لا ينجس حيا ولا ميتا. ولما ذكره أبو عبد الله في مستدركه، قال: صحيح على شرطهما ولم يخرجاه، وروى الحافظ أبو بكر بن خزيمة في صحيحه، ثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، عن سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، قال: سألت عائشة: عن الرجل يأتي أهله، ثم يلبس الثوب فيعرق فيه، أنجس ذلك؟ فقالت: قد كانت المرأة تعدّ خرقة أو خرقا، فإذا كان ذلك مسح بها الرّجل الأذى عنه، ولم نر أن ذلك لا ينجسه، وفي حديث عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه، قالت: ثم صليا في ثوبيهما. وسيأتي حديث معاوية عن أخته، عن أم حبيبة: أنّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي في الثوب الذي يجامعها فيه.
قرأت على شيخنا العلامة أبي الحسن المكي - رحمه الله تعالى - أخبركم علامة دهره وفريد عصره شمس بن الخرقي، بقراءتكم عليه، في رجب سنة تسع وستين وست مائة، أنبأنا الفقيه رشيد الدين زاهد بن محمد بن