أحمد بن وكيع المروروذي، أنبأنا الإمام شيخ الإسلام أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله المروروذي، أنبأنا محيي السنة أبو محمد الحسين بن مسعود، قال: معنى قول ابن عباس: أربع لا يجنبن؛ الإنسان، والثوب، والماء، والأرض: يريد الإنسان لا يجنب بمماسة الجنب، ولا الثوب إذا لبسه الجنب، ولا الأرض إذا أفضى إليها الجنب، ولا الماء إذا غمس الجنب يده فيه. وفي كتاب الدارقطني من حديث المتوكل بن فضيل عن أم القلوص الغاضرية، عن عائشة، قالت: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يرى على الثوب جنابة، ولا على الأرض جنابة، ولا يجنب الرجل الرجل. وقال عطاء: يحتجم الجنب، ويقلِّم أظفاره، ويحلق رأسه، وإن لم يتوضأ. وقال الحافظ رشيد الدين: قول أبي هريرة: فانخنست منه، فيه أربع روايات:
فانبجست بنون ثم باء معجمة بواحدة بعدها جيم، ومعناه اندفعت منه، وقال الترمذي: معناه تنحيت عنه.
الثانية: فانخنست منه بنون بعدها خاء معجمة ثم نون، ومعناها انقبضت وتأخرت عنه.
الثالثة: فاختنست بتقّدم الخاء المعجمة وبعدها تاء معجمة باثنتين من فوقها ثم نون، ومعناها معنى التي قبلها.
الرابعة: فانتجست بنون ثم تاء معجمة باثنتين من فوقها ثم جيم، ومعناها: اعتقدت نفسي نجسا، لا أصلح لمجالسة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا على تلك الحالة، وقد ذكر في هذه الكلمة قول خامس؛ وهو فانبخست بنون ثم باء معجمة بواحدة