أراد: تنزيها لله من فخر علقمة، وفي كتاب الاشتقاق للنحاس يعجب الأعشى بالتسبيح من فخره، كما يقول القائل إذا تعجب: سبحان الله، وقال القزاز: معناه: براءة الله من السوء، قال الجوهري: إنّما لم ينون؛ لأنه معرفة عندهم، وفيه شبه التأنيث. قال ابن الأنباري: ويكون التسبيح الاستثناء، من ذلك قوله تعالى:{أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ}، معناه: قال: أعدلهم قولا: هلا تستثنون، ويكون التسبيح الصلاة، من ذلك ما روي عن الحسن أنه كان إذا فرغ من سبحته، قال: معناه: إذا فرغ من صلاته، ومنه قوله تعالى:{وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}. قال أبو عبيدة: معنى نسبح لك: نحمدك ونصلي لك. ويكون التسبيح النور، من ذلك الحديث: لولا ذلك لأحرقت سبحات وجهه ما أدركت من شيء. ويكون من التنزيه؛ قال تعالى:{قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا}.
وقال الفراء:{سُبْحَانَكَ} منصوب على المصدر، كأنك قلت: سبحت الله تسبيحا، فجعل السبحان في موضع التسبيح، كما تقول: كفّرت عن يميني تكفيرا، ثم تجعل الكفران في موضع التكفير، فتقول: كفرت عن يميني كفرانا، قال زيد بن عمرو بن نفيل، أو ورقة بن نوفل:
سبحان ذي العرش سبحانا يدوم له … رب البرية فرد واحد صمد
سبحانه ثم سبحانا يعود له … وقبلنا سبح الجودي والجمد
.
وفي الأساس: سبّحت الله وسبّحت له وكثرت تسبيحاته وتسابيحه، ومن المجاز:
وسبحى في ثلاث تعجب … واسلك بسبحات وجهك
.
وقال أبو موسى الحافظ في كتابه المغيث: سبحان الله قائم مقام الفعل؛ أي: أسبحه، وسبحت أي: لفظت بسبحان الله، وقيل: معنى سبحان الله: التسرع إليه،