دخل ونسي التعوذ، هل يتعوذ أم لا؟ كرهه ابن عباس وغيره، وأجازه جماعة، منهم ابن عمر، أخذا بقول عائشة - رضي الله عنها -: كان يذكر الله على كل أحيانه. وقد نقل القولان عن مالك. هذا كله في الكنف المتخذة في البيوت لا في الصحراء، وهو ظاهر في لفظة: دخل.
والحَشّ والحُشّ: البستان، والجمع حشان، كضيف وضيفان، والحَشِّ والحُشِّ: المخرج أيضا؛ لأنهم كانوا يقضون حوائجهم في البساتين، والجمع حشوش، والمحشة - بالفتح - الدبر، ونهي عن إتيان النساء في محاشهن، وربما جاء بالسين كما في الصحاح وفي الجمهرة، ويسمى أيضا الحائش، قال الشاعر:
فقلت أثل زال عن حلاحل … ومثمر من حائش حوامل
وفي المغيث: واحد الحشوش حش، ويجمع حشنان، كبطن وبطنان، فإذا استعمل في الكنيف فبالفتح لا غير، سمي للجمع فيه، وكل شيء جمعته فقد حششته، وزعم الخطابي أنه يفتح ويضم كما تقدم من كلام الجوهري، وكلامه صريح في الرد على أبي موسى، والله أعلم.