وفي الباب حديث رواه أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود، أنبأ به المسند شرف الدين المقرئ، أنا الإِمام بهاء الدين إجازة، أنا الأميرة قراءة عليها، أنا ابن هراشة، أنا ابن البزار، أنا إسماعيل بن نصر، عن عبد الله بن محمد بن ياسين صاحب حديث، نا أحمد بن عبد الجبار السكوني، ثنا أبو يوسف القاضي، عن أبي إسحاق الشيباني، عن أبي الأحوص، عن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل الغائط قال: أعوذ بالله من الخبث والخبائث.
وأشار الترمذي إلى حديث جابر، وأعل حديث أبي أمامة هذا، وحديث بريدة من عند ابن عدي في كامله، وضعفه بحسين بن عمر، قال أبو سليمان الخطابي: الخبث بضم الباء: جماعة الخبيث، والخبائث: جمع الخبيثة، يريد ذكران الشياطين وإناثهم، وعامة أصحاب الحديث يقولون: الخبث مسكنة الباء، وهو غلط، والصواب مضمومة الباء. وفيما قاله نظر؛ لأنّ الذي أنكره هو الذي حكاه أبو عبيد بن سلام والفارابي في كتاب ديوان الأدب، فلا إنكار على المحدثين إذًا، والله أعلم.
وأيضا ففعل - بضم الفاء والعين - تسكن عينه قياسا، فلعل من سكنها سلك ذلك المسلك.
وأمّا معناه فذكر ابن الأعرابي أنَّ أصله في كلام العرب المكروه، فإن كان من الكلام فهو الشتم، وإن كان من الملل فهو الكفر، وإن كان من الطعام فهو الحرام، وإن كان من الشراب فهو الضار.
قال ابن الأنباري: الخبث: الكفر، والخبائث الشياطين.
وقال غيره: الخبث: الشيطان، والخبائث: المعاصي، وزاد بعض المتأخرين على ابن الأعرابي: وقيل الخبائث: الأفعال المذمومة، والخصال الرديئة، وليس ذلك بزيادة لدخوله في معنى كلامه.
وقوله:(إذا دخل الخلاء)، يريد إذا أراد دخول الخلاء، كما في صحيح البخاري، وكقوله تعالى:{إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ}، ويحتمل أن يراد به ابتداء الدخول، ويبنى عليه من