من قول العلماء أنه سمع منه، وأمّا من أعله بالتدليس، فقوله مردود بما رواه أبو داود في سننه: ثنا موسى بن مروان ومحمود بن خالد الدمشقي المعنى، قالا: ثنا الوليد، قال محمود: أنبأنا ثور بن يزيد عن رجاء به، وكذا صرّح به أيضا الترمذي في كتاب العلل، وأمّا من أعله بالجهالة بكاتب المغيرة واسمه فليس بشيء أيضا؛ لما في كتاب ابن ماجه من تصريحه باسمه، ولما أسلفناه من عند البخاري، وأيضا فليس معروفا بكاتبه غيره، وهو ممن لا يسأل عن حاله.
وأمّا قول الحافظ القشيري بأنّ هذه العلّة أثارها بعض المتأخرين، فيشبه أنه لم ير كلام الشّافعي؛ لأن أبا نعيم ذكره في بابه ومن أسلفناه من المتقدمين، والله أعلم، فعلى هذا يكون حديثا لا بأس به؛ بل لو صحح إسناده لكان بذلك جديرا، على أنا قد رأينا لنا في ذلك سلفا وقدوة، وهو أبو محمد بن الجارود بذكره له في منتقاه، وقد ذكر الشيخ جمال الدين المزي له إسنادا آخر، فقال: ورواه إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن عبد الملك بن عمير عن وراد.
وفي باب كيفية مسح الخفين غير ما أحاديث؛ فمن ذلك حديث المغيرة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كان يمسح على ظهر الخفين.
ذكره الترمذي وحسنه، وفي حديث علي: لو كان الدين بالرأي لكان باطن القدمين أحق بالمسح، وقد مسح النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ظهر خفيه، ذكره ابن حزم محتجا به، وحديث عمر مرفوعا: أمر بالمسح على ظهر الخفين إذا لبسا وهما طاهرتان.
ذكره أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده بإسناد حسن، وحديث المغيرة: رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بال، ثم جاء حتى توضأ، ومسح على