وحديث أبي برزة ذكره ابن زياد النيسابوري، ثنا الدقيقي، ثنا يزيد بن هارون، أنبأنا عبد السلام بن صالح بن كثير الدارمي أبو عمرو، قال: ثنا الأزرق بن قيس الحارثي، أنّه كان على شاطئ نهر بالأهواز في زمرة من قومه قعودا، فيهم رجل يرمونه برأي الخوارج، قال: فجاء رجل عليه قباء وموزجان، حتى دخل بين حرفين من شاطئ النهر، فدخل النهر، فتوضأ، ومسح على موزجيه، قال: فسبه ذلك الرجل الذي كان فينا، والخوارج لا يرون المسح، فقلنا: ويلك ويحك، سمعت الرجل، آذيت الرجل، فخرج فقام يصلي ومعه برذونة، قال: فرجعت البرذونة، فرجع يمشي على عقبه حتى حبس البرذونة، فلما رأى صاحبنا ذلك ازداد له سبا، قال: فقلنا له: ويحك، آذيت الرجل، أسمعت الرجل؟ ونحن لا نعرفه، فإذا هو أبو برزة الأسلمي صاحب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: فجاء حتى قام علينا، فسلم علينا، فقال: إنِّي سمعت ما قال هذا الرجل، ثم حدثنا حديثا عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الرخصة في المسح على الخفين، وذكر حديثا طويلا، وحديث أبي أمامة قال: أقيمت الصلاة والإناء في يد عمر، فقال: أشربها يا رسول الله؟ قال: نعم، فشربها.
قال أبو غالب: ورأيت أبا أمامة يمسح على العمامة والخفين، ذكره في الأبواب أيضا: ثنا زاج، ثنا الحسين بن واقد، ثنا أبو غالب به، وحدثنا الرمادي، ثنا يزيد بن هارون، أنبأنا سليم بن حيان، عن أبي غالب، عن أبي أمامة، قال: رأيته يمسح على الجوربين والعمامة.