البخاري، ووثّقهما غير واحد، وما روياه هنا ليس مخالفا لرواية الجمهور عن المغيرة مخالفة معارضة؛ بل هو أمر زائد على ما رووه، ولا يعارضه؛ لكونه طريقا مستقلا على حدة لم يشارك المشهورين في سندها، فيترجح قول المصححين لهذه العلة، والله أعلم.
وأمّا قول أبي داود: وروي هذا الحديث عن أبي موسى إلى آخره - يعني: المخرج عند ابن ماجه - في رواية الأسد أباذي عن المقومي، وليس ثابتا في روايتنا، وهو كما قال: ضعيف ومنقطع، فيفهم منه ألا مشارك له، وليس كذلك، لما ذكره الطبراني في المعجم الكبير من حديث يزيد بن أبي زياد عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن بلال: كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمسح على الخفين والجوربين.
ولما ذكره الحربي في كتاب العلل من حديث أنس بن مالك: أنه توضأ ومسح على جوربيه ونعليه، ثنا علي بن مسلم، ثنا محمد بن القاسم، ثنا أبو طاهر، قال: رأيت أنسا، قال الحربي: أبو طاهر رجل مولى الحسن حدّث عنه شهر بحديث منكر، وقد وقع لنا هذا الحديث من طريق جيدة، رواها النسائي في كتاب الكنى عن عمرو بن علي، ثنا سهل بن زياد أبو زياد الطحان، ثنا الأزرق بن قيس، قال: رأيت أنسا، فذكره، فسلم مما أعلّه به الحربي. وحديث جرير بن عبد الله، وقد تقدّم ذكره.
وحديث أبي موسى ذكره في الأوسط، وقال: لا يروى عن أبي موسى إلا بهذا الإسناد، تفرد به عيسى بن سنان.
وقال البيهقي في سننه، وذكر حديث أنس: وقد رفعه بعض الضعفاء، وليس بشيء، وأما تعداده الصحابة فقد أغفل ابن عمر وأبا مسعود وسعد بن أبي وقاص، ذكرهم ابن حزم، وقال: لا نعلم لهم مخالفا.