حديث خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عمرو بن بجدان، سمعت أبا ذر به، ثم قال: ذكر الخبر المدحض قول من زعم أنّ هذا الخبر تفرد به خالد، فذكر حديث الثوري عن أيوب وخالد به، ولما ذكره أبو عبد الله في مستدركه قال: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه؛ إذ لم نجد لعمرو راويا غير أبي قلابة، وهذا مما شرطت فيه، وثبت أنهما قد أخرجا مثل هذا في مواضع من الكتابين، ولما ذكره الجوزقاني قال: هذا حديث صحيح، ولما ذكره أبو داود في كتاب التفرد قال: الذي تفرد به من هذا الحديث: أنه رخص أن يصيب أهله، ورواه حماد بن زيد فلم يذكر أبوالها، ولما ذكره الإشبيلي أتبعه قول الترمذي فيه: حسن، وتتبع ذلك عليه أبو الحسن بقوله: فهو عنده غير صحيح، ولم يبين لم لا يصح؛ وذلك لأنه لا يعرف لابن بجدان هذا حال، وإنما روى عنه أبو قلابة، واختلف عنه فخالد الحذاء يقول: عن عمرو بن بجدان، ولا يختلف عن خالد في ذلك، فأما أيوب؛ فإنّه رواه عن أبي قلابة، فاختلف عليه، فمنهم من يقول فيه: عن أبي قلابة عن رجل من بني عامر. ومنهم من يقول: عن رجل فقط. ومنهم من يقول: عن رجاء بن عامر. ومنهم من يقول: عن عمرو بن بجدان، كقول خالد. ومنهم من يقول: عن أبي المهلب. ومنهم من لا يجعل بينهما أحدا، فيجعله عن أبي قلابة عن أبي ذر. ومنهم من يقول: عن أبي قلابة أنّ رجلا من بني قشير قال: يا نبي الله، وهو حديث ضعيف، لا شك فيه؛ لأنّه لابد فيه من عمرو بن بجدان، ولهذا المعنى إسناد صحيح من رواية أبي هريرة، قال صلى الله عليه وسلم: الصعيد وضوء المؤمن، وإن لم يجد الماء عشر سنين.