يغسل رأسه ثلاث مرّات، ثم يفيض على جسده، ثم يقوم إلى الصلاة، وأما نحن فإنا نغسل رءوسنا خمس مرات من أجل الضفر.
هذا حديث رواه البيهقي في الكبير، بلفظ: دخلت مع أمي وخالتي على عائشة، فسألتها إحداهما: كيف كنتم تصنعون … الحديث.
ولما ذكره أبو محمد الإشبيلي سكت عنه، إلا أنّه أبرز من إسناده جميعا، وذلك مشعر بصحته عنده، وتتبع ذلك عليه ابن القطان؛ لكونه طوى ذكر راويه عن جميع، والله أعلم.
فظهر من هذا أنّ سكوت أبي محمد عن ذكر صدقة كان صوابا؛ لكونه ممن ذكره البستي في كتاب الثقات، ولما ذكر ابن القطان من عدم ثبوت جرح مفسر فيه.
وأمّا إبرازه جمعيا فليس لقائل أن يقول: إنما أبرزه لطعن فيه سبق ذكره أو ليكل الناظر فيه إلى علمه؛ لأنه لم يتقدم له فيه ما يشعر بذلك كعادته في الحوالة أو يقول: كتبته حتى أنظره، وأمّا كلام الدارقطني إذ سئل عن هذا الحديث: خالف الدقيقي العلاء بن صالح، فرواه عن جميع بن عمير عن عائشة موقوفا.
وحديث صدقة أشبه بالصواب، فليس فيه تعرض للتصحيح وعدمه، إنّما فيه ترجيح إحدى الروايتين على الأخرى على ما فيهما، وأظن المستغرب في هذا الحديث هو قولها: فأمّا نحن فنغسل رءوسنا خمس مرار من أجل الضفر، لما ثبت في صحيح البخاري عنها أنها قالت: كنا إذا أصابت إحدانا جنابة أخذت بيدها ثلاثا فوق رأسها.
وفي صحيح مسلم: وما أزيد أن أفرغ على رأسي ثلاث إفراغات.
وفي صحيح ابن خزيمة: ثلاث حثيات، أو قال: ثلاث غرفات، وفي الموطأ: إن مالكا بلغه أن عائشة