رواه عن أبي بكر النيسابوري، وأبي علي الصفّار، ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي، ثنا يزيد بن هارون، ثنا عامر بن السمط، ثنا أبو الغريف به.
وفي سنن البيهقي من حديث عاصم البجلي عن أبي داود الطهوي عن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، عن أبي عبد الرحمن: سئل علي عن الجنب يقرأ؟ قال: لا، ولا حرف.
فهذا مما يؤكد قول من صحح الحديث، ويدلّ أن له أصلا عن عليّ، والله تعالى أعلم.
قال البستي: وقد توهم غير المتبحِّر في الحديث أنّ حديث عائشة: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذكر الله على كل أحيانه يعارض هذا، وليس كذلك؛ لأنها أرادت الذكر الذي هو غير القرآن، إذ القرآن يجوز أن يُسمى ذكرا، وكان لا يقرؤه وهو جنب، ويقرأه في سائر الأحوال، انتهى الذي قاله تفقها.
وقع لنا في حديث عائشة ما رواه وكيع عن سفيان عن هشام عن أبيه عنها أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لا يقرأ الجنب ولا الحائض شيئا من القرآن.
رواه أبو عبد الله في تاريخه عن أحمد بن هارون الفقيه، ثنا جعفر بن سهل، ثنا الحسين بن يونس، ثنا وكيع به، وقال ابن حزم: وحديث علي لها حجة فيه لمن منع الجنب من القراءة؛ لأنه ليس فيه نهي عن القراءة، وإنما هو فعل منه، لا يلزم، ولا بيّن صلى الله عليه وسلم أنه إنما يمتنع من ذلك لأجل الجنابة، وقال: جاءت آثار في نهي الجنب ومن ليس على طهر عن أن يقرأ شيئا من القرآن، ولا يصح منها شيء، ولو صحت