للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قول البزار: ولا يروى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحائض إلا من هذا الوجه، ففيه نظر؛ لما أسلفناه من حديث عائشة قبل، والله أعلم، ولم نذكره من حديث جابر بن عبد الله عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لا يقرأ الحيض ولا الجنب ولا النفساء من القرآن شيئا.

رواه الدارقطني عن أحمد بن محمد أبي سهل، أنبأنا أحمد بن علي الأبار، ثنا أبو الشعثاء علي بن الحسن الواسطي، ثنا سليمان أبو خالد، عن يحيى، عن أبي الزبير عنه، وفيه ردّ لما ذكره أبو أحمد: هذا تفرد به محمد بن الفضل بن عطية، وهو متروك عند الجميع، والله أعلم.

وفي هذا الباب، والذي قبله أحاديث منها: حديث عبد الله بن رواحة، وكان مضطجعا إلى جنب امرأته، فقام إلى جارية في ناحية الحجرة، فوقع عليها، وفرغت امرأته، فلم تجده في مضجعه، فقامت فخرجت، فرأته على جاريته، فرجعت إلى البيت، فأخذت الشفرة، ثم خرجت، وفزع فقام فلقيها تحمل الشفرة، قال: وأين رأيتني؟ قالت: رأيتك على الجارية، فقال: ما رأيتني، وقال: قد نهانا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقرأ أحدنا القرآن وهو جنب، قالت: فاقرأ، فقال:

أتانا رسول الله يتلو كتابه … كما لاح مشهور من الفجر ساطع

أتى بالهدى بعد العمى فقلوبنا … به موقنات أن ما قال واقع

يبيت يجافي جنبه عن فراشه … إذا استثقلت بالمشركين المضاجع

فقالت: آمنت بالله، وكذبت البصر، ثم غدا على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره، فضحك حتى بدت نواجذه.

رواه الدارقطني عن ابن مخلد، ثنا العباس بن محمد الدوري، ثنا إبراهيم بن دبيس بن أحمد الحداد، ثنا محمد بن سليمان الواسطي، ثنا أبو نعيم، نا زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة قال: كان ابن رواحة فذكره، وثنا ابن مخلد، ثنا الهيثم بن

<<  <  ج: ص:  >  >>