عن أخيه صحيح، ولو كان قال: تفرد به عبد الله مطلقا لجاز عليه الاعتراض بهذا، والله تعالى أعلم.
قال أبو عمر في الاستذكار: وقد روي هذا المعنى يعني: وجد الماء في النوم ملخصا من أخبار الآحاد العدول مرفوعا، رواه عبد الله بن عمر، عن القاسم، عن عائشة بلفظ: إنما النساء شقائق الرجال.
ولما ذكره الإشبيلي ردّه بالعمري المتقدّم الذكر، ثم قال: وهذا اللفظ: إنّما النساء شقائق الرجال، قد روي من حديث أنس بن مالك بإسناد صحيح، وقرر ذلك أبو الحسن من فعله، وقال: والحديث المشار إليه ذكره البزار فقال: ثنا عمر بن الخطاب، ثنا محمد بن كثير، ثنا الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد الله، عن أنس: جاءت أم سليم إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: يا رسول الله المرأة ترى ما يرى الرجل في المنام؟! فقالت أم سلمة: فضحت النساء يا أم سليم فقال: إذا رأت ذلك فلتغتسل، فقالت أم سلمة: وهل للنساء من ماء؟ قال: نعم إنّما هن شقائق الرجال، قال: وهذا الحديث قد رواه جماعة، عن أنس، ولا نعلم أحدا جاء بلفظ إسحاق عن أنس، انتهى كلامه، وفيه نظر من حيث تقريره كلام أبي محمد على صحة هذا الحديث، ولا صحة به؛ لأن راويه محمد بن كثير بن أبي عطاء الصنعاني الثقفي مولاهم المصيصي، قال أبو جعفر العقيلي: هو من ضعفاء دمشق، وقال أبو محمد بن الأكناني: هو من مصيصة دمشق، وأنكر ذلك بعض العلماء، وإن كان الحسن بن ربيع قال: هو اليوم أوثق الناس، وكان كتب عنه أبو إسحاق الفزاري، وكان يعرف بالخير، وسئل عنه ابن معين فقال: كان صدوقًا، وفي رواية: ثقة.