للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في ثلاثة، فدل ذلك على أنّه أراد الأطهار، ولو أراد الحيض لقال ثلاث قروء، ولأن الحيض مؤنثة، وهذا لا حجة فيه عند أهل النظر، إنما الحجة لهم فيما قدمناه، وإنما لم تكن فيه حجة؛ لأنه لا ينكر أن يكون القرء لفظا مذكرا يعنى به المؤنث، ويكون تذكير ثلاثة حملا على اللفظ دون المعنى، كما تقول العرب: جاءني ثلاثة أشخاص وهم يعنون نساء والعرب تحمل الكلام تارة على اللفظ، وتارة على المعنى، ألا ترى إلى قراءة القراء: {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي} بكسر الكاف وفتحها، وفي كتاب الأضداد ليعقوب: وقال أبو عمرو الشيباني: يقال دفع فلان إلى فلان جاريته تقرئها مشدّد مهموز، يعني أن تحيض عنده، وتطهر للاستبراء، وجمعه: قروء، قال الأصمعي: ومنه يقال: أقرأت الريح: إذا جاءت لوقتها، وأهل الحجاز يقولون: ذهبت عنك القرة مخففة بغير همز، يريدون وقت المرض، قال: ومن جعله الطهر احتج بقول أبي عبيدة: أقرأت النجوم بالألف معناه: غابت، ومنه قرء المرأة فيمن زعم أنه طهرها لغيبة الدّم عند الطهر، لأنها خرجت من الحيض إلى الطهر، كما خرجت النجوم من الطلوع إلى المغيب، وقالوا: ما قرأت الناقة سلا قط مقصور بغير ألف، ومنه قول عمرو بن كلثوم التغلبي:

ذراعي حرة أدماء بكر … هجان اللون لم تقرأ جنينا

معناه: ما حملت، ولا غيبت في بطنها ولدا، ومن ذلك قراء المرأة فيمن زعم أنه طهرها، قال يعقوب: وسمعت أبا عمرو الشيباني يقول:

الإقراء: أن يقري الحية سمها، وذلك أنها تصونه، أي تجمعه شهرا، فإذا وفى لها شهرا أقرأت، ومجت سمها، ولو أنها لدغت شيئا في أقرائها لم تطنه، ولم ينج سليمها، ويقال: قد أقرأ سُمّها، إذا اجتمع.

وقوله: تستثفر، قال الجوهري:

استثفر الرجل بثوبه إذا ردّ طرفه بيّن رجليه إلى حجزته، واستثفر الكلب بذنبه:

<<  <  ج: ص:  >  >>