للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيء من ذلك، ولا الخروج عما قدره الله تعالى وسبق علمه به، وبما يتصرفون في علمه وينتهون إلى مقاديره، فمنهم شقي وسعيد" (١).

فاشتمل كلامه على إثبات المراتب كلها.

ومن ذلك قول البَيجُوري (٢): "فالقضاء والقدر راجعان لما تقدم من العلم والإرادة وتعلق القدرة" (٣)، وتعلق القدرة عندهم معناه الإيجاد (٤)، فهذا نص منه على العلم والإرادة والخلق.

ونص الرازي على الكتابة بقوله في تقرير الدلائل الإخبارية على صحة القول بالقضاء والقدر: "الحجة الثلاثون: عن أبي ظَبْيان (٥) عن ابن عباس قال: (أول ما خلق الله تعالى القلم، فقال اكتب، فقال: وما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة) (٦)، وجه الاستدلال به: أنه دخل في هذا المكتوب جميع أفعال العباد" (٧).


(١) رسالة إلى أهل الثغر (٢٤٧ و ٢٥٢ و ٢٥٤ و ٢٦٥ - ٢٦٦).
(٢) البيجوري: أو البيجوري،: إبراهيم بن محمد بن أحمد الأشعري، شيخ الجامع الأزهر، من فقهاء الشافعية، من كتبه: "تحفة المريد"، و"تحقيق المقام"، مات سنة (١٢٧٧ هـ).
انظر: الأعلام (١/ ٧١)، ومعجم المؤلفين (١/ ٥٧).
(٣) حاشية البيجوري على جوهرة التوحيد (١٨٩).
(٤) انظر: المواقف للإيجي (١٥٢).
(٥) في المطبوع: "أبو طهمان" وهو خطأ، وأبو ظَبْيان هو حصين بن جندب بن الحارث الجَنْبي، أبو ظَبيان الكوفي، ثقة من الثانية. انظر: تقريب التهذيب (١٣٧٥)، وتهذيب التهذيب (١/ ٤٤١).
(٦) رواه من هذا الطريق: البيهقي: كتاب السير، باب مبتدأ الخلق (٩/ ٣)، وقد تقدم تخريجه ص (٣٧) من حديث عبادة بن الصامت مرفوعًا.
(٧) المطالب العالية (٩/ ٢٤٤)، وانظر: (٩/ ٢١٩) منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>