للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأعيان والأفعال بمشيئة الله وإرادته وحكمه، خيرًا كان أو شرا" (١).

وقال أيضًا: "قال أهل السنة والجماعة: أفعال العباد مخلوقة لله تعالى ومفعولة، والله تعالى هو موجدها ومحدثها ومنشئها" (٢).

وقال أبو المعين النَّسفي (٣) في ذكر مرتبتي المشيئة والخلق: "وإذا ثبت أن الله تعالى هو الذي يتولى تخليق أفعال العباد خيرها وشرها، طاعتها ومعصيتها، والله تعالى مختار في تخليق ما يخلق غير مضطر فيه، ولا اختيار بدون الإرادة؛ ثبت أن ما يوجد من أفعال العباد كلها بإرادة الله تعالى، وما لم يوجد منها؛ لم يكن بإرادة الله تعالى، إذ لم يخلقه. ثم حاصل المذهب أن كل حادث حدث بإرادة الله تعالى على أي وصف كان" (٤).


= صاحب الطريقة في المذهب، ولد في حدود سنة (٤٠٠ هـ)، من كتبه: "المبسوط"، و"أصول البزدوي"، مات سنة (٤٨٢ هـ).
انظر: سير أعلام النبلاء (١٨/ ٦٠٢)، والجواهر المضية في طبقات الحنفية (٢/ ٥٩٤).
(١) أصول الدين (٥٢)، وانظر: (٥١) منه أيضًا.
(٢) المصدر السابق (١٠٤).
(٣) هو: أبو المعين، ميمون بن محمد بن محمد بن معبد بن مكحول النسفي الحنفي، من كتبه: "بحر الكلام"، و"تبصرة الأدلة"، مات سنة (٥٠٨ هـ).
انظر: تاريخ الإسلام (١١/ ١١٩)، والجواهر المضية في طبقات الحنفية (٣/ ٥٢٧).
(٤) التمهيد في أصول الدين (١١٢)، وعقد لهذا الكلام وما بعده فصلًا بعنوان: "فصل في أن المعاصي بإرادة الله تعالى ومشيئته"، كما عقد فصولًا أخرى لبيان خلق أفعال العباد هي: "فصل في إثبات خلق أفعال العباد"، وفصل في أن المتولدات مخلوقة لله تعالى"، و"فصل في القضاء والقدر وثبوت كون أفعال العباد مخلوقة لله تعالى" و"فصل في الهدى والضلال وثبوت خلق الأفعال"، و"فصل في إبطال القول بالأصلح وثبوت خلق الأفعال وكون =

<<  <  ج: ص:  >  >>