للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علمه بالجزئيات مذهبين:

الأول: إنكار العلم بالجزئيات مطلقًا.

الثاني: الزعم بأنه يعلم الجزئيات علمًا كليًّا (١).

ثانيهما: رأي ابن رُشْد (٢) الذي ذهب إلى أن الفلاسفة لا ينكرون علمه بالجزئيات، وأن من حكى هذا عنهم؛ فقد غلط عليهم ولم يفهم مذهبهم، وأن صواب مذهبهم أنهم "يرون أنه تعالى يعلمها بعلم غير مجانس لعلمنا بها، وذلك لأن علمنا بها معلول للمعلوم به، فهو محدث بحدوثه ومتغير بتغيره، وعلم الله بالوجود على مقابل هذا، فإنه علة للمعلوم الذي هو الموجود، فمن شبه العلمين أحدهما بالآخر فقد جعل ذوات المتقابلات وخواصها واحدًا وذلك غاية الجهل" (٣).

فهم - في نظره - يرون أن علمه تعالى مختلف عن علمنا، في كليات الأمور وجزئياتها، لأن الأمور كلياتها وجزئياتها معلولة عن علمه تعالى، وعلمه منزه


= مجموعة رسائل الغزالي) (٢٦٤).
(١) انظر: تهافت الفلاسفة (٢٠٦).
(٢) هو أبو الوليد، محمد بن أبي القاسم أحمد ابن شيخ المالكية أبي الوليد محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد القرطبي الفيلسوف، ولد سنة (٥٢٠ هـ)، من كتبه: "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" و"تهافت التهافت"، مات سنة (٥٩٥ هـ).
انظر: سير أعلام النبلاء (٢١/ ٣٠٧)، وتاريخ قضاة الأندلس (١٤٤)، وشذرات الذهب (٦/ ٥٢٢).
(٣) فصل المقال (٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>