للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أن يوصف بأنه كلي أو جزئي (١).

وابن رشد في فهمه لمذهبهم على هذا النحو مخالف لمن سبقه من أئمة الفلاسفة وعلى رأسهم ابن سيْنا (٢)، ومخالف كذلك لأبي البركات ابن مَلكا (٣) صاحب "المعتبر" (٤)، والطُّوسي (٥).

وهذا المسلك من ابن رشد إنما كان لتعظيمه الشديد للفلاسفة الأولين، ومحاولته الجاهدة للتوفيق بين مقالاتهم وشرع الرب ﷿، وبيان أن ما ذهبوا إليه هو من جنس ما ذهب إليه مبتدعة الإسلام، وليس كفرًا، وعلى ذلك بنى


(١) انظر: المصدر السابق (٤٠).
(٢) الإشارات والتنبيهات (٣/ ٢٩٥ - ٢٩٦)، وابن سينا: هو أبو علي، الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا البلخي ثم البخاري الفيلسوف، كان أبوه كاتبًا من دعاة الإسماعيلية، وهو كذلك إسماعيلي من إخوان الصفا ولد سنة (٣٧٠ هـ)، من كتبه: الشفاء"، و"أسرار الحكمة المشرقية"، مات بهمذان سنة (٤٢٨ هـ).
انظر: وفيات الأعيان (٢/ ١٥٧)، سير أعلام النبلاء (١٧/ ٥٣١).
(٣) هو: أبو البركات، هبة الله بن علي بن ملكا البلدي الفيلسوف، من كتبه: "المعتبر"، و"رسالة في العقل وماهيته"، مات سنة نيف وخمسين وخمس مئة.
انظر: إخبار العلماء بأخبار الحكماء (٢٢٤)، وسير أعلام النبلاء (٢٠/ ٤١٩).
(٤) انظر: درء التعارض (٩/ ٣٩٧).
(٥) كما في شرحه على الإشارات المطبوع معها (٢٩٦ - ٢٩٧)، وهو: أبو جعفر محمد بن محمد بن الحسن الطوسي الفيلسوف الملحد الزنديق، الملقب بنصير الدين، وهو في حقيقة الأمر نصير الشرك والكفر، ولد بطوس قرب نيسابور سنة (٥٩٧ هـ)، من مؤلفاته: "تلخيص المحصل"، و"تجريد العقائد"، هلك ببغداد سنة (٦٧٢ هـ).
انظر: تاريخ الإسلام (١٥/ ٢٥٢)، والأعلام للزركلي (٧/ ٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>