للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما لا يخفى.

ولذلك وُجد من علماء الكلام من نص على القسمين، كما فعل الإِيجِي (١) في "المواقف"، فقد قال: "العلم إما فعلي كما نتصور أمرًا ثم نوجده، وإما انفعالي كما يوجد أمر ثم نتصوره، فالفعلي قبل الكثرة، والانفعالي بعدها" (٢).

وأقره على ذلك الشارح الجرجاني، والسِّيَالكوتي (٣) وحسَن جَلبي (٤) في حاشيتهما عليه (٥)، ولذلك قال شيخ الإسلام: "وما أظن العقلاء من الفريقين إلا يقصدون معنى صحيحًا؛ وهو أن يشيروا إلى ما تصوروه؛ فينظر هؤلاء في أن العلم تابع لمعلومه مطابق له، ويشير هؤلاء إلى ما في حسن العلم في الجملة من أنه قد يؤثر في المعلوم وغيره ويكون سببًا له، وأن وجود الكائنات كان


(١) هو: عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الغفار بن أحمد، عضد الدين الإيجي الشيرازي الشافعي الأشعري، من كتبه: "المواقف في علم الكلام"، و"شرح مختصر ابن الحاجب"، مات سنة (٧٥٦ هـ).
انظر: طبقات الشافعية الكبرى (١٠/ ٤٦)، والدرر الكامنة (٣/ ٣٢٧).
(٢) المواقف (١٤٥).
(٣) هو: عبد الحكيم بن شمس الدين الهندي السيالكوتي البنجابي، من كتبه: "عقائد السيالكوتي"، و"زبدة الأفكار"، مات سنة (١٠٦٧ هـ).
انظر: الأعلام للزركلي (٣/ ٢٨٣)، ومعجم المؤلفين (٢/ ٦٠).
(٤) هو: حسن جلبي بن محمد شاه بن حمزة، بدر الدين الرومي الحنفي، ويعرف بالفناري، من تصانيفه: "حاشية على شرح صدر الشريعة"، و"حاشية على شرح الشريف الجرجاني لمواقف الإيجي"، مات سنة (٨٨٦ هـ).
انظر: الضوء اللامع (٣/ ١٢٧)، الفوائد البهية (٦٤).
(٥) شرح المواقف للجرجاني مع حاشيتي السيالكوتي والجلبي (٦/ ٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>