للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليك؟ فقل: النظر المؤدي إلى معرفة الله تعالى، لأنه تعالى لا يعرف ضرورة ولا بالمشاهدة، فيجب أن نعرفه بالتفكر والنظر" (١).

وهذا الوجوب عنده عيني، حيث يقول: "الغرض بقولنا إن النظر أول الواجبات: أنه أول واجب لا ينفك أحدٌ من المكلفين عنه" (٢).

وقد تابع المعتزلة على هذا الأصل: الأشاعرةُ؛ إلا أنهم اختلفوا فيما بينهم في: هل أول واجب هو النظر، أو القصد إلى النظر، أو أول النظر، أو المعرفة (٣).

وكل من النظر والقصد إليه حكيا عن الأشعري (٤).

وهذا الخلاف بينهم لفظي كما بيَّنه التفتازاني: "اختلفوا في أول الواجبات، فقيل معرفة الله تعالى لأنها الأصل، وقيل النظر فيها أو القصد إليه لتوقفها عليه، والحق أنه إن قيد الواجب بما يكون مقصودًا في نفسه فالأول، وإلا فالثاني" (٥).

وممن قرر ذلك أيضًا الرازي (٦) والبيجوري (٧)، واشتط بعضهم فزعم أن أول واجب على العبد الشك، كما ذهب إليه الغزالي (٨)، وأبو هاشم


(١) شرح الأصول الخمسة (٣٩)، وانظر: (٧٥) منه، والمحيط بالتكليف (١/ ١٧).
(٢) المحيط بالتكليف (١/ ١٩).
(٣) انظر مثلًا: الشامل (١١٥) والإرشاد (٣) كلاهما للجويني، والإنصاف (٢١) للباقلاني، وتحفة المريد (٨٢)، والمقاصد مع شرحه (١/ ٢٧١).
(٤) انظر: تحفة المريد (٨٢).
(٥) المقاصد مع شرحه (١/ ٢٧١).
(٦) انظر: المحصل ص (٤٧).
(٧) تحفة المريد (٨٣)، وانظر: درء التعارض (٧/ ٣٥٣).
(٨) انظر: ميزان العمل (٤٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>