للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالَ: فَقالَ الْقَوْمُ: أَمّا النَّعْتُ؛ فَواللهِ لَقَد أَصابَ (١).


(١) صحيح الإسناد: أخرجه أحمد ١/ ٣٠٩، الطبراني (١٢٧٨٢)، وحسنه الحافظ في "الفتح" ٧/ ١٩٩، وقال الألباني في "الإسراء والمعراج" (٨٢): سنده صحيح.
وقد اختلف علماء أهل السنة والجماعة في رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- ربه في هذه الليلة ليلة الإسراء والمعراج.
فنسب بعض العلماء لابن عباس أنه يقول بالرؤية وتبعوه في ذلك.
يقول ابن عباس: أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم، والكلام لموسى، والرؤية لمحمد - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (٥٧٧)، النسائي في "الكبرى" (١١٥٣٩)، والحاكم ١/ ١٥ بسند صحيح.
وقال أيضًا في قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (١٤)} [النجم: ١٣، ١٤].
قال: رأى ربه فتدلي فكان قاب قوسين أو أدنى.
حسن صحيح: أخرجه الترمذي (٣٢٨٠)، وقال: حديث حسن، وابن حبّان (٥٧)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (٩٣٣)، وقال الألباني في "صحيح الترمذي": حسن صحيح.
وقالت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنه - ومن تبعها: لم يره.
عَنْ مَسْرُوقٍ قالَ: كُنْتُ مُتَّكِئًا عِنْدَ عائِشَةَ فَقالَتْ: يا أَبا عائِشَةَ: ثَلاثٌ مَنْ تَكَلَّمَ بِواحِدَةٍ مِنْهنَّ فَقَد أَعْظَمَ عَلَى الله الفِريَة، قُلْتُ: ما هُنَّ؟ قالَتْ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمدًا - صلى الله عليه وسلم - رَأَى رَبَّهُ فَقَد أَعْظَمَ عَلَى الله الْفِريَة، قالَ: وَكُنْتُ مُتَّكِئًا فَجَلَسْتُ، فَقُلْتُ: يا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَنْظِرِيني وَلا تَعْجَلِينِي، أَلَمْ يَقُلْ الله -عز وجل-: ف {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (٢٣)}، {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣)}، فَقالَتْ أَنا أَوَّلُ هَذِهِ الْأُمةِ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقالَ: "إنَّما هُوَ جِبرِيلُ لَمْ أَرَهُ عَلَى صُورَتِهِ التِي خُلِقَ عَلَيها غَيْرَ هاتَيْنِ الْمَرَّتَيْنِ رَأَيتُهُ مُنْهَبِطًا مِنْ السماءِ سادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ ما بَينَ السماءِ إلى الْأَرْضِ" فَقالَتْ: أَوَ لَم تَسْمَعْ أَن الله يَقُولُ: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (١٠٣)} أَوَ لَم تَسْمَعْ أَنَّ الله يَقُولُ: {*وَمَا =

<<  <   >  >>