للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "اجْلِسْ يَا أَبَانُ"، وَلَمْ يَقْسِمْ لَهُمْ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - (١).

وكانت ثمار خيبر كثيرة جدًا، حتى إن عبد الله بن رواحة - رضي الله عنه - قدرها بأربعين ألف وَسْق.

تقدم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صالح أَهْلَ خَيبَرَ على نِصْفَ ما يخرج من ثمارها، فَلَمَّا كَانَ حِينَ يُصْرَمُ النَّخْلُ (٢)، بَعَثَ إِلَيْهِم النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن رَوَاحَةَ فَحَزَرَ عَلَيهِمْ النَّخْلَ (٣)، فَقَالَ: في ذِهْ كَذَا وَكَذَا، فقَالُوا: أَكْثَرْتَ عَلَيْنَا يَا ابْنَ رَوَاحَةَ، فَقَالَ ابن رواحة: فَأَنَا أَلِي حَزْرَ النَّخْلِ وَأُعْطِيكُمْ نِصْفَ الَّذِي قُلْتُ (٤)، قَالُوا: هَذَا الْحَقُّ وَبِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ، قَدْ رَضِينَا أَنْ نَأْخُذَهُ بِالَّذِي قُلْتَ (٥).

فلما قال لهم ابْنُ رَوَاحَةَ ذلك أَخَذُوا الثَّمَرَ وَعَلَيْهِمْ عِشْرُونَ أَلْفَ وَسْقٍ (٦).

ولكثرة ثمار خيبر، وما أخذه المسلمون منها، كان في ذلك توسعة على


= دابة من حشرات الجبال وَبْرًا، وقيل هي دابة صغيرة كالهرة وحشية، تَحدَّر علينا: أي تهجم علينا بغتة، من رأس ضال: قال ابن دقيق العيد: الضال هو السدر البري. اهـ والمعنى تنزل علينا من رأس شجر السدر.
(١) صحيح: أخرجه البخاري (٤٢٣٨)، كتاب: المغازي، باب: غزوة خيبر، وأبو داود (٢٧٢٣)، كتاب: الجهاد، باب: في من جاء بعد الغنيمة لا سهم له، واللفظ له.
(٢) يصرم النخل: أي يقطع.
(٣) الحزر: التقدير.
(٤) المعنى: أنهم لما قالوا له: أكثرت علينا، واتهموه بالظلم وأن الثمار أقل من ذلك، فلو أعطوه عشرين ألف وَسْق وهو نصف ما قدَّره ابن رواحة سيتبقى لهم أقل من ذلك، فقال لهم ابن رواحة إذن أعطيكم أنا عشرين ألف وسق وآخذ ما تبقى.
(٥) صحيح: أخرجه أبو داود (٣٤١٠)، كتاب: البيوع، باب: في المساقاة، ابن ماجه (١٨٢٠)، كتاب: الزكاة، باب: خرص النخل والعنب، وصححه الألباني.
(٦) صحيح: أخرجه أبو داود (٣٤١٥)، كتاب: البيوع، باب: في الخرص، وصححه الألباني.

<<  <   >  >>