للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القضاء بقية شهر ذي الحجة، والمحرم، وصفر، وربيع الأول، والثاني، وبعث في جمادى الأولى جيشًا إلى الشام، قوامه ثلاثة آلاف مقاتل (١).

وكانت هذه القبائل من بلاد الشام موالية للإمبراطورية الرومية البيزنطية وخاضعة تحت سيطرتها وكان هذا هو أول احتكاك للمسلمين بهذه الإمبراطورية العظيمة أو لقبائل موالية لها.

وعين زَيْدَ بن حَارِثَةَ - رضي الله عنه - قائدًا للجيش وقَالَ: إِنْ قُتِلَ زَيْدٌ فَجَعْفَرٌ بن أبي طالب، وَإِنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ فَعبد الله بن رَوَاحَةَ (٢).

ومضى الجيش حتى نزل مَعان من أرض الشام، فبلغ الناس أنَّ هرقل قد نزل مآب، من أرض البلقاء، في مائة ألف من الروم، وانضم إليهم من لخم وجزام والقَيْن وبهراء وبليٍّ مائة ألف أخرى، فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا على معان ليلتين يفكرون في أمرهم، وقالوا: نكتب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنخبره بعدد عدونا، فإما أن يمدنا بالرجال، وإما أن يأمرنا بأمره، فنمض له، فشجع الناس عبد الله بن رواحة، وقال؛ يا قوم والله إن التي تكرهون لَلَّتي خرجتم تطلبون، الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين: إما ظهور، وإما شهادة، فقال الناس قد والله صدق ابن رواحة، فمضى الناس، حتى إذا كانوا


= النبي - صلى الله عليه وسلم - بنفسه، أما ما لم يشترك فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - فيُسمُّونها (سرية)، وهذه السرية برغم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يشترك فيها بنفسه إلا أنك ترى جمهور أهل السير والمغازي يسمونها (غزوة)، وإنما ذلك لكبرها وكثرة عدد الجيش فيها وتأثيرها واشتهارها الكبير بين الناس.
(١) "سيرة ابن هشام" ٣/ ٢٢١.
(٢) صحيح: أخرجه البخاري (٤٢٦١)، كتاب: المغازي, باب: غزوة مؤتة.

<<  <   >  >>