وأبو بكر ردفه وملأ بني النجار حوله حتى ألقى بفناء أبي أيوب، قال: فكان يصلي حيث أدركته في مرابض الغنم، قال: ثم أمر ببناء المسجد فأرسل إلى ملإ بني النجار فجاؤوا فقال: يا بني النجار ثامنوني حائطكم هذا. فقالوا: لا والله، لا نطلب ثمنه إلا إلى الله. قال فكان فيه ما أقول لكم كانت فيه قبور المشوكين، وكانت فيه خرب، وكان فيه نخل فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقبور المشركين فنبشت، وبالخرب فسويت، وبالنخل فقطع، قال فصفوا النخل قبلة المسجد قال: وجعلوا عضادتيه حجارة قال: جعلوا ينقلون ذاك الصخر وهم يرتجزون ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - معهم يقولون:
اللَّهم إنه لا خير إلا خير الآخرة ... فانصر الأنصار والمهاجرة
ورواه مسلم (١ - ٣٧٣).
٧ - قال أحمد (٣ - ٢٢٢): حدثنا هاشم ثنا سليمان عن ثابث عن أنس بن مالك قال: إني لأسعى في الغلمان يقولون: جاء محمَّد، فأسعى فلا أرى شيئًا، ثم يقولون: جاء محمَّد، فأسعى فلا أرى شيئًا، قال: حتى جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه أبو بكر فكنا في بعض حرار المدينة، ثم بعثنا رجل من أهل المدينة ليؤذن بهما الأنصار فاستقبلهما زهاء خمسمائة من الأنصار، حتى انتهوا إليهما فقالت الأنصار: انطلقا آمنين مطاعين فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه بين أظهرهم فخرج أهل المدينة حتى إن العواتق لفوق البيوت يتراءينه يقلن: أيهم هو؟ أيهم هو؟ قال: فما رأينا منظرًا مشبهًا به يومئذ. قال أنس بن مالك: ولقد رأيته يوم دخل علينا ويوم قبض فلم أر يومين مشبها بهما.
[درجته: سنده صحيح، رواه: عبد بن حميد أيضًا (١ - ٣٧٨) فقال حدثني هاشم ... ، هذا السند: صحيح شيخ أحمد وعبد قال فيه الحافظ في تقريب التهذيب (١ - ٥٧٠) هاشم بن القاسم بن مسلم الليثي مولاهم البغدادي أبو النضر مشهور بكنيته ولقبه قيصر ثقة ثبت وشيخه ثقة قال عنه في تهذيب التهذيب (٤ - ١٩٣): سليمان بن المغيرة القيسي مولاهم أبو سعيد البصري روى عن أبيه