للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عُثْمَانَ [١] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: بَلَغَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ أَرْبَعِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ وَهُوَ فِي ذَاكَ يَحُجُّ، وَلَكِنْ يُنْعَشُ عَلَى سَرِيرٍ وَتَحْمِلُهُ الرِّجَالُ.

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَتَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ يَسْتَعِينُهُ عَلَى قَضَاءِ دَيْنِ الزُّبَيْرِ. قَالَ: فَقَالَ حَكِيمٌ: إِنَّ الزُّبَيْرَ كَانَ يُبَارِي الرِّيحَ وَإِنَّهُ لَا طَاقَةَ لِي بِذَاكَ. قَالَ: لَكَ مِائَةُ ألف. قال: لا تقع مني موقعا. قال: لَكَ ثَلَاثُمِائَةِ أَلْفٍ. قَالَ: لَا تَقَعُ مِنِّي مَوْقِعًا. قَالَ: إِنِّي لَا أُطِيقُ لَكَ أَرْبَعَمِائَةِ أَلْفٍ. قَالَ: إِنِّي لَمْ أُرِدْ مِنْكَ هَذَا، ولكن تنطلق معي الى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ [٢] فَتُكَلِّمُهُ. قَالَ: نَعَمْ. فَانْطَلَقَ مَعَهُ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَغَيْرِ وَاحِدٍ يَسْتَشْفِعُ بِهِ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ. قَالَ: فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ: لِمَ جِئْتَ بِهَؤُلَاءِ تَسْتَشْفِعْ بِهِمْ عَلَيَّ هِيَ لَكَ. قَالَ: لَا أُرِيدُ ذَاكَ.

قَالَ: فَأَعْطِنِي بِهَا نَعْلَيْكَ هَاتَيْنِ أَوْ نَحْوَ هَذَا. قَالَ: لَا أُرِيدُ ذَلِكَ. قَالَ:

فَهِيَ عَلَيْكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قَالَ: لَا أُرِيدُ ذَلِكَ. قَالَ: فَحُكْمُكَ. قَالَ:

أُعْطِيكَ بِهَا أَرْضًا. «قَالَ: نَعَمْ. فَخَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ فَجَعَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ.... يَقُولُ هَذِهِ» [٣] كَذَا وَيُكَاسِبُهُ [٤] . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ: اصْنَعْ مَا شِئْتَ. قَالَ: فَأَعْطَاهُ أَرْضًا بِذَلِكَ الْمَالِ. قَالَ: فَرَغِبَ مُعَاوِيَةُ بَعْدُ فَاشْتَرَاهَا مِنْهُ بِأَكْثَرَ من ذلك. قال عبد الله: وكان مال عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ أَرْبَعُ مِائَةِ أَلْفٍ.


[١] في الأصل زيادة بعد عثمان «بن نفيل» وانما هو عبد الله بن عثمان عبدان الازدي روى عن ابن المبارك ولا يذكر في ترجمته انه ابن نفيل (تهذيب التهذيب ٥/ ٣١٣) وابن نفيل هو علي بن عثمان بن نفيل النفيلي (تهذيب التهذيب ٧/ ٣٦٤) .
[٢] عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي
[٣] في الأصل بالحاشية والفراغ ممسوح.
[٤] هكذا في الأصل ولم أتبينها.

<<  <  ج: ص:  >  >>