للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَكُنَّا أُغَيْلِمَةً فَجِئْنَا لَهُ كَالْمُسَلِّمِينَ عَلَيْهِ وَالْمُوَدِّعِينَ لَهُ، وَكَانَ الَّذِي وَلِيَ ذَلِكَ مِنْهُ مَوْلًى لَهُ. فَقِيلَ لَهُ: تَرَكْتَ وَلَدَكَ هَؤُلَاءِ لَيْسَ لَهُمْ مَالٌ، وَلَمْ تُوَلِّهِمْ إِلَى أَحَدٍ. فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأُعْطِيَهُمْ شَيْئًا لَيْسَ لَهُمْ، وَمَا كنت لآخذ منهم حقا لهم، أو لي فِيهِمُ الَّذِي يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ، إِنَّمَا هَؤُلَاءِ أَحَدُ رَجُلَيْنِ، أَطَاعَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَجُلٌ تَرَكَ أَمْرَ اللَّهِ وَضَيَّعَهُ» [١] .

آخِرُ أَخْبَارِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ

[أَوَّلُ أَخْبَارِ الزُّهْرِيِّ]

ابْنُ شِهَابٍ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ:

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ أَحْمَرَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ وَفِي حُمْرَتِهَا انْكِفَاءٌ [٢] قَلِيلٌ كَأَنَّهُ يَجْعَلُ فِيهِ كَتْمًا [٣] . قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ الزُّهْرِيُّ أعيمش وَعَلَيْهِ جُمَيْمَةٌ.

قَالَ سُفْيَانُ: رَأَيْتُ ابْنَ جُدْعَانَ جَلَسَ عِنْدَ الزُّهْرِيِّ، وَكَانَ ابْنُ جُدْعَانَ يُعْجِبُهُ الطِّيبُ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَا أَمَرْتَ بِثَوْبَيْكَ هَذَيْنِ فَأُجْمِرَا.

وَكَانَ الزُّهْرِيُّ قَدْ غَسَلَهُمَا فَوَجَدَ ابْنُ جُدْعَانَ رِيحَ الْغُسَالَةِ- وَرُبَّمَا قَالَ رِيحُ الْحَوْضِ- قَالَ سُفْيَانُ: وَسَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ إِذَا حَدَّثَ عَنِ الرَّجُلِ قَالَ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ وَكَانَ وَاعِيًا، وَحَدَّثَنِي فُلَانٌ وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ- ولا يقول كان عالما-[٤] .


[١] ابن الجوزي: سيرة عمر بن عبد العزيز ص ٢٧٩ ولم يذكر «عبد الله» .
[٢] انكفاء اللون: تغيره.
[٣] أوردها الذهبي: تاريخ الإسلام ٥/ ١٣٦.
[٤] أورد بعضها ابن كثير: البداية والنهاية ٩/ ٣٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>