للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أَخْبَارُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ]

حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ الْمُنْكَدِرِ [١] : مَا أَفْضَلُ الْأَشْيَاءِ؟ قَالَ: إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ، قِيلَ:

فَمَا بَقِيَ مِمَّا يُسْتَلَذُّ بِهِ. قَالَ: الْإِفْضَالُ عَلَى الْإِخْوَانِ [٢] .

حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَتَى صَفْوَانُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَمَا زَالَ يُهَوِّنُ عَلَيْهِ وَيَتَجَلَّى عَنْهُ حَتَّى لَكَأَنَّ فِي وَجْهِهِ الْمَصَابِيحُ. ثُمَّ قَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: لَوْ تَرَى مَا أَنَا فِيهِ لَقَرَّتْ عَيْنُكَ. ثُمَّ قَضَى.

حَدَّثَنَا زَيْدٌ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنَا ابْنُ زيد- وذكر محمد وَأَبَا بَكْرٍ ابْنَيِ الْمُنْكَدِرِ- قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَحَدَهُمَا الْوَفَاةُ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ إِنَّا كُنَّا لَنَغْبِطُكَ لِهَذَا الْيَوْمِ. قَالَ: أَمَا والله ما يبكيني أَنْ أَكُونَ أَتَيْتُ شَيْئًا تَرَكْتُهُ مِنْ مَعَاصِي اللَّهِ اجْتِرَاءً عَلَى اللَّهً، وَلَكِنِّي أَخَافُ أَنْ أَكُونَ أَتَيْتُ شَيْئًا أَحْسَبُهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ. قَالَ: وَبَكَى الْآخَرُ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَقِيلَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ. فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ:

وَبَدا لَهُمْ مِنَ الله ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ٣٩: ٤٧ [٣] فَأَنَا أَنْتَظِرُ مَا تَرَوْنَ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا يَبْدُو لِي. قَالَ: كَانَ يُقَالُ مُحَمَّدٌ أَخُوهُمْ أَدْنَاهُمْ فِي الْعِبَادَةِ وَأَيُّ شَيْءٍ كَانَ مُحَمَّدٌ فِي زَمَانِهِ!.

«حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: خرج


[١] ذكر الذهبي: سير أعلام النبلاء ٥/ ق ٩٨ الثانية و ٢ في ترجمة محمد بن المنكدر «وقال يعقوب الفسوي هو غاية في الإتقان والحفظ والزهد حجة» .
[٢] أوردها الذهبي: تاريخ الإسلام ٥/ ١٥٧ وذكر «توفي سنة احدى وثلاثين ومائة قاله الفسوي» .
[٣] سورة الزمر آية ٤٧ وفي الأصل سقط منها من الله ٣٩: ٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>