حدثنا يعقوب قال: وفيها ماتت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم [١] .
[سنة تسع وخمسين]
[(غزوة رودس) :]
أخبرنا أبو محمد السلمي نا أبو بكر الخطيب ح.
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأ محمد بن هبة الله قالا أنبأ محمد بن الحسين أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا زيد وعبد العزيز قالا أنا ابن وهب حدثني الليث بن سعد عن رشيد بن كيسان الفهميّ قال:
كنا بردوس وأميرنا جنادة بن أمية الأزدي، فكتب إلينا معاوية بن أبي سفيان: انه الشتاء ثم الشتاء فتأهبوا له، فقال تبيع بن امرأة كعب الأحبار تقفلون الى كذا وكذا، فقال الناس: وكيف نقفل وهذا كتاب معاوية: انه الشتاء ثم الشتاء. فأتاه بعض أهل خاصته من الجيش فقال:
ما يسميك الناس الا الكذاب لما تذكر لهم من القفل الّذي لا يرجونه.
فقال تبيع: فإنهم يأتيهم إذنهم في يوم كذا وكذا من شهر كذا وكذا، وآية ذلك أن تأتي ريح فتقلع هذه التينة التي في مسجدهم هذا. فانتشر قوله فيهم فأصبحوا ذلك اليوم في مسجدهم ينتظرون ذلك، وكان يوما لا ريح فيه، فانتظروا حتى احتاجوا الى المقيل والغداء وملّوا فانصرفوا الى مساكنهم أو الى مراكبهم حتى إذا انتصف النهار، وقد بقي في المسجد بقايا من الناس، فأقبلت ريح عصار، فأحاطت بالتينة فاقتلعتها، وتصايح الناس في منازلهم: خرت التينة، خرّت التينة. فأقبلوا من كل مكان حتى اجتمعوا على الساحل، فرأوا شيئا لائحا يتجول في الماء حتى تبين لهم