للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالسويداء [١] . وقد حكى لأحد تلاميذه بعض ما كان يلقاه من عناء فقال:

«كنت في رحلتي فقلّت نفقتي، فكنت أدمن الكتابة ليلا وأقرأ نهارا، فلما كان ذات ليلة كنت جالسا أنسخ في السراج، وكان شتاء، فنزل الماء في عيني فلم أبصر شيئا، فبكيت على نفسي لانقطاعي عن بلدي وعلى ما فاتني من العلم، فغلبتني عيناي فنمت، فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النوم فناداني: يا يعقوب لم أنت بكيت؟ فقلت: يا رسول الله ذهب بصري فتحسرت على ما فاتني. فقال لي: أدن مني، فدنوت منه فأمرّ يده على عيني كأنه يقرأ عليهما، ثم استيقظت فأبصرت فأخذت نسخي وقعدت أكتب» [٢] .

شيوخه والرّواة عنه

قال يعقوب «رويت عن ألف شيخ كلهم ثقات» [٣] ونقل كل من ابن حجر- عن يعقوب أيضا- وابن كثير أنهم أكثر من ألف شيخ كلهم ثقات [٤] . وقد جمعت أسماء ٤٠٢ شيخ منهم [٥] ، وكثير منهم من الأعلام المشهورين بالعناية بالحديث وروايته مثل أبي بكر الحميدي صاحب المسند،


[١] الفسوي: كتاب المعرفة والتأريخ ق ٣٢ أ.
[٢] ابن كثير: البداية والنهاية ١١/ ٦٠، نقلا عن ابن عساكر، وابن حجر: تهذيب التهذيب ١١/ ٣٨٦- ٣٨٧.
[٣] ياقوت: معجم البلدان ٨٩٢ (ط. ليدن) .
[٤] ابن حجر: تهذيب التهذيب ١١/ ٣٨٧، وابن كثير: البداية والنهاية ١١/ ٦٠، وقارن بالذهبي: ميزان الاعتدال ١/ ١٠٤، حيث يضيف يعقوب: ما أحد منهم أتخذه عند الله حجة الا أحمد بن حنبل وأحمد بن صالح» .
[٥] انظر أسماءهم والمصادر التي أوردتهم في الملحق.

<<  <  ج: ص:  >  >>