للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَصْرِيًا وَسَاجًا [١] .

وَبِهِ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: حَضَرَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ، فَلَمَّا فَرَغُوا أَمَرُوا بِطَعَامٍ، فَتَنَحَّى مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ نَاحِيَةً. فَقَالُوا: يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَا تَدْنُو إِلَى هَذَا الطَّعَامِ؟ قَالَ: إِنَّمَا يَأْكُلُ مَنْ بَكَى [٢] .

وَبِهِ قَالَ: اجْتَمَعَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ فَتَذَاكَرُوا الْعَيْشَ. فَقَالَ مَالَكٌ: مَا مِنْ شَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِلرَّجُلِ غَلَّةٌ يَعِيشُ مِنْهَا. فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ: طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ غَدَاءً وَلَمْ يَجِدْ عَشَاءً، وَوَجَدَ عَشَاءً وَلَمْ يَجِدْ غَدَاءً وَاللَّهُ عَنْهُ رَاضٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ: يَكْفِي مِنَ الدُّعَاءِ مَعَ الْوَرَعِ الْيَسِيرُ [٣] ، كَمَا يَكْفِي الْقِدْرَ مِنَ الْمِلْحِ. وَكَانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ عِلِّيَّةٌ فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ دَخَلَ ثُمَّ أَغْلَقَهَا عَلَيْهِ.

وَبِهِ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ: يَا أَبَا بَكْرٍ.

[مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ]

حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ يَزِيدُ- يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ-: زَعَمُوا أَنَّ مَنْصُورًا كَانَ- يَعْنِي ابْنَ زَاذَانَ- كَانَ يَخْتِمُ فِي الضُّحَى. وَإِنَّمَا كَانَ يُعْرَفُ ذَلِكَ مِنْهُ فِي سُجُودِ الْقُرْآنِ، وَكَانَ سَرِيعَ الْقِرَاءَةِ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يترسل فكان لا يستطيع فأرسل


[١] الساج: الطيلسان الأخضر أو الأسود (الفيروزآبادي:
القاموس المحيط ١/ ٢٠٢) .
[٢] أوردها ابو نعيم من طريق ضمرة أيضا (الحلية ٢/ ٣٤٧) .
وقال: «كأنه يعيب عليهم الطعام بعد البكاء أو مع البكاء» .
[٣] أوردها ابو نعيم من طريق ضمرة أيضا الى هنا (حلية الأولياء ٢/ ٣٥٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>