للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: اجْمَعُوا لِيَ الْقُرَّاءَ، فَاجْتَمَعُوا فِي رَحْبَةِ الْمَسْجِدِ. قَالَ:

إِنِّي أُوشِكُ أَنْ أُفَارِقَكُمْ، فَجَعَلَ يُسَائِلُهُمْ مَا تَقُولُونَ فِي كَذَا مَا تَقُولُونَ فِي كَذَا حَتَّى نَفِدُوا وَبَقِيَ شريح، فجعل يسائله، فلما فَرَغَ قَالَ: اذْهَبْ فَأَنْتَ مِنْ أَفْضَلِ النَّاسِ أَوْ مِنْ أَفْضَلِ الْعَرَبِ [١] .

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ الثَّقَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرٌ وَسَأَلْتُهُ عَنِ الولاء قلت: يا أبا عمرو كَيْفَ يَرِثُ فِي الْوَلَاءِ؟ قَالَ: كَانَ شُرَيحٌ يُنْزِلُهُ بِمَنْزِلَةِ الْمَالِ. قُلْتُ: فَإِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ لَا يَقُولُونَ ذَلِكَ. قَالَ: أَجَلْ إِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ يُنْزِلُونَهُ بِمَنْزِلَةِ النَّسَبِ. قُلْتُ:

فَعَمَّنْ كَانَ يَرْوِي شُرَيْحٌ؟ قَالَ: كَانَ هُوَ أَعْظَمَ فِي أَنْفُسِنَا مِنْ أَنْ نَسْأَلَهُ عَمَّنْ يَرْوِي.

حَدَّثَنَا قبيصة [٢] قال: ثنا سفيان عن عبد الله بْنِ أَعْيَنَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ:

كَانَ مَسْرُوقٌ أَعْلَمَ بِالْفَتْوَى مِنْ شُرَيْحٍ، وَكَانَ شُرَيْحٌ أَعْلَمَ بِالْقَضَاءِ مِنْ مَسْرُوقٍ، وَكَانَ شُرَيْحٌ يَسْتَشِيرُ مَسْرُوقًا، وَكَانَ مَسْرُوقٌ لَا يَسْتَشِيرُ شُرَيْحًا.

حَدَّثَنَا أَبُو نعيم وقبيصة قالا: ثنا سفيان عن أبي حَيَّانَ [٣] عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ لَا يَتَّخِذُ مَثْعَبًا إِلَّا فِي دَارِهِ، وَلَا يَدْفِنُ سنورا الا في داره- إذا ماتت-[٤] .


[١] أوردها ابو نعيم من طريق أبي إسحاق السبيعي أيضا بألفاظ مقاربة لكنه يذكر «أقضى» بدل «أفضل» (حلية الأولياء ٤/ ١٣٤) .
[٢] ابن عقبة السوائي.
[٣] يحي بن سعيد بن حيان.
[٤] أوردها ابن سعد (الطبقات ٦/ ١٤٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>