وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا:
أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب، حدثني عمار، عن سلمة، عن محمد بن إسحاق قال: مات المثنى بن حارثة فتزوج سعد امرأته سلمى بنت حفص، وذلك في سنة أربع عشرة، وأقام تلك الحجة للناس عمر بن الخطاب، ودخل أبو عبيدة في تلك السنة دمشق فشتا بها. فلما ضاقت الروم سار هرقل في الروم حتى نزل أنطاكية ومعه من المستعربة: لخم وجذام وبلقين وبلي وعاملة وتلك القبائل من قضاعة وغسان بشر كثير. ومعه من أهل أرمينية مثل ذلك بشر كثير.
فلما نزلها أقام بها وبعث الصقلار- خصيا له-، فسار في مائة ألف مقاتل، معه من أهل أرمينية اثنا عشر ألفا، عليهم جرجة، ومعهم من المستعربة من غسان وتلك القبائل اثنا عشر ألفا، وعليهم أبو عبيدة بن الجراح فالتقوا باليرموك في رجب سنة خمس عشرة. فاقتتل الناس قتالا شديدا حتى دخل عسكر المسلمين. وقاتل نساء من قريش بالسيوف حين دخل العسكر، منهن أم حكيم بنت الحارث بن هشام حتى سابقن الرجال [١] .
وروى يعقوب بن سفيان وابن سعد باسناد صحيح عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: فقدت الأصوات يوم اليرموك الا صوت رجل يقول يا نصر الله اقترب. قال: فنظرت فإذا هو أبو سفيان تحت راية ابنه يزيد، ويقال فقئت عينه يومئذ.
وروى يعقوب أيضا من طريق ابن إسحاق عن وهب بن كيسان عن ابن الزبير قال: كنت مع أبي عام اليرموك، فلما تعبى المسلمون للقتال لبس الزبير لأمته، ثم جلس على فرسه وتركني، فنظرت الى ناس وقوف على تل يقاتلون مع الناس، فأخذت ترسا ثم ذهبت فكنت معهم، فإذا أبو