للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سفيان حدثنا أبو القاسم عبد الله بن عبد الجبار حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُمَيْدٍ الْمُزَنِيُّ عَنْ أبيه عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: يا رسول الله ما يكفيني من الدنيا؟ قال: ما يستر عورتك، ويسد جوعتك، فان كان بيت فذاك، وان كان حمار فبخ بخ، فلق من خبز وجر من ماء، وأنت مسئول عما فوق الازار [١] . أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا ابن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو علي قرة بن حبيب القشيري صاحب الفنا حدثنا اياس بن أبي تميمة أبو مخلد أخبرنا عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال: جاءت الحمى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت: يا رسول الله ابعثني الى آثر أهلك عندك، فبعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأنصار فغبت عليهم سبعة أيام ولياليهن حتى اشتد ذلك عليهم فشكوا ذلك اليه، فأتاهم في ديارهم فجعل يدخل دارا دارا وبيتا بيتا يدعو لهم بالعافية، فلما رجع تبعته امرأة منهم فقالت: يا رسول الله والّذي بعثك بالحق ان أبي لمن الأنصار، وان أمي لمن الأنصار، فادع الله لي كما دعوت لأصحابي، فقال: ما شئت، ان شئت دعوت الله لك فعافاك، وان شئت صبرت ثلاثا ولك الجنة.

قالت: يا رسول الله بل أصبر ثلاثا وثلاثا مع ثلاث، ولا أجعل للجنة خطرا. فقال أبو هريرة: ما من مرض يصيبني أحب اليّ من الحمى، انها تدخل في كل عضو مني، وان الله يعطي كل عضو قسطه من الأجر [٢] .

وقال يعقوب: سمعت سليمان بن حرب يذكر عن بعض مشيخته قال: رأيت قيس بن سعد قد ترك مجالسة عطاء [٣] . قال: فسألته عن


[١] الخطيب: موضح أوهام الجمع والتفريق ٢/ ٢٠١.
[٢] المصدر السابق ١/ ٤٦١.
[٣] ابن أبي رباح المكيّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>