للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْعِلْمِ فِي الْعِمَامَةِ؟ فَقَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَكْرَهُهُ، وَلَوْ كُنْتُ شَاهِدًا لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَشَهِدْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ [١] عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ مُعَاوِيَةَ بَعَثَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا دَعَا مُعَاوِيَةُ إِلَى بَيْعَةِ يَزِيدَ ابن مُعَاوِيَةَ [قَالَ] : أَتَرَوْنَ هَذَا أَرَادَ. [إِنَّ] دِينِي إِذًا عِنْدِي لَرَخِيصٌ [٢] [٣] .

حَدَّثَنِي [٤] سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال:

قَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ: بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ عُمَرَ يُرِيدُ هَذَا الْأَمْرَ وَفِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ لَا يَصْلُحْنَ فِي خَلِيفَةٍ، هُوَ رَجُلٌ غَيُورٌ، وَهُوَ رَجُلٌ عَيِيٌّ، وَهُوَ رَجُلٌ بَخِيلٌ. قَالَ: فَذَهَبَ ابْنُ جَعْفَرٍ فَأَخْبَرَ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَمَّا قَوْلُهُ إِنِّي رَجُلٌ غَيُورٌ فَإِنِّي كُنْتُ أُغْلِقُ بِابِي عَلَى أَهْلِي فَمَا حَاجَةُ النَّاسِ إِلَى مَا وَرَاءَ ذَلِكَ. وَأَمَّا قَوْلُهُ إِنِّي رَجُلٌ عَيِيٌّ فَإِنِّي كُنْتُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا كَلَامَ أَبْلَغُ مِنْهُ، وَأَمَّا قَوْلُهُ إِنِّي رَجُلٌ بَخِيلٌ فَإِنِّي كُنْتُ أَقْسِمُ عَلَى النَّاسِ فِيهِمْ فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَمَا حَاجَةُ النَّاسِ إِلَى مَا أَوْرَثَنِي ابْنُ الْخَطَّابِ. قَالَ: فَأَخْبَرَ ابْنُ جَعْفَرٍ مُعَاوِيَةَ بِهَا. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: عَزَمْتُ عليك أن يسمع هذا منك أحد.


[١] هو ابن زيد.
[٢] قارن ابن سعد ٤ ق ١/ ١٣٥ والزيادة منه.
[٣] وهو نهاية الجزء الرابع عشر من تجزئة الأصل.
[٤] من هنا بداية الجزء الخامس عشر وفي أوله «بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد للَّه حق حمده وصلواته على محمد وآله وسلم.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان الشيخ الصالح قرأه عليه بمدينة السلام في صفر من سنة ثمان وأربع مائة فأقر به قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحويّ قال: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ:» .

<<  <  ج: ص:  >  >>