للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالسِّرَاجُ يُزْهِرُ فَعَشَى السِّرَاجُ. فَقَالَ لِي: يَا رَجَاءُ إِنَّ السِّرَاجَ قَدْ عَشِيَ وَوَصِيفٌ إِلَى جَانِبِنَا نَائِمٌ قَالَ: فَقُلْتُ أُنَبِّهُ الْوَصِيفَ؟ قَالَ: قَدْ نَامَ.

فَقُلْتُ: فَأَقُومُ أَنَا فَأُصْلِحُ. قَالَ: لَيْسَ مِنْ مُرُوءَةِ الرَّجُلِ اسْتِخْدَامُهُ ضَيْفَهُ. فَوَضَعَ سَاجًا عَلَيْهِ وَقَامَ إِلَى بَطَّةٍ فِيهَا زَيْتٌ فَصَبَّ فِي السِّرَاجِ وَأَصْلَحَهُ ثُمَّ عَادَ. قَالَ: قُمْتُ وَأَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَرَجَعْتُ وَأَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ ضَمْرَةُ: الْمُرُوءَةُ التَّنَزُّهُ عَنْ كُلِّ خُلُقٍ دَنِيءٍ.

«حَدَّثَنِي أبو عمير حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ أَبِي حَمْلَةَ عَنْ أَبِي الْأَخْنَسِ [١] قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ فِي صَحْنِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَأَقْبَلَ شَابٌّ عَلَيْهِ مُقَطَّعَاتٌ فَأَخَذَ بِيَدِ خَالِدٍ فَقَالَ: هَلْ مِنْ عَيْنٍ؟ فَقَالَ أَبُو الْأَخْنَسِ: فَبَدَرْتُ أَنَا فَقُلْتُ عَلَيْكُمَا مِنَ اللَّهِ عَيْنٌ سَمِيعَةٌ بَصِيرَةٌ. قَالَ:

فَتَرَقْرَقَتْ عَيْنَا الْفَتَى فَأَرْسَلَ يَدَهُ مِنْ يَدِ خَالِدٍ وَوَلَّى. فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟

قال: هذا عمر بن الْعَزِيزِ ابْنُ أَخِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ وَبِهِ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّهُ إِمَامَ هُدًى» [٢] .

حَدَّثَنِي هشام بن عمار حدثنا يحي بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لِبَنِيهِ: أَتُحِبُّونَ أَنْ أُوَلِّي كُلَّ رَجُلٍ مِنْكُمْ جُنْدًا فَيَنْطَلِقُ تُصَلْصِلُ بِهِ جَلَاجِلُ الْبَرِيدِ؟ قَالَ لَهُ ابْنُهُ ابْنُ الْحَارِثِيَّةِ: لم تعرض علينا أما لَسْتَ صَانِعَهُ. فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ بِسَاطِي هَذَا يَصِيرُ إِلَى الْبَلَاءِ، وَإِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ تُدَنِّسُوهُ بِخَفَافِكُمْ فَكَيْفَ أُقَلِّدُكُمْ دِينِي تُدَنِّسُوهُ


[١] في الأصل «الأعس» وقد بدأ لي أنه أبو الأخنس الخولانيّ الّذي يروي عنه ابن أبي حملة (انظر تهذيب التهذيب ١٧/ ٣١٤) .
[٢] ابن الجوزي سيرة عمر ص ٦١، وابن كثير: البداية والنهاية ٩/ ١٩٧ لكنهما يذكران «أبي عنبس» بدل «أبي الأخنس» ويذكر ابن كثير «عليكما من الله عين بصيرة وأذن سميعة» ويذكران «علي بن خولة» بدل «ابن أبي حملة» وهو تصحيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>