للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَوْفٍ الْقَارِئِ: إِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَارْكَبْ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ إِلَى الْبَيْتِ النَّجِسِ الَّذِي برفح فأقلعه من أساسه، ثم اذره فِي الْبَحْرِ.

«حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ أَتَيْتَ الْمَدِينَةَ فَإِنْ قَضَى اللَّهُ مَوْتًا دُفِنْتَ مَوْضِعَ الْقَبْرِ الرَّابِعِ مَعَ َرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.

قَالَ: وَاللَّهِ لَئَنْ يُعَذِّبَنِي اللَّهُ بِكُلِّ عَذَابٍ إِلَّا النَّارَ- فَإِنَّهُ لَا صَبْرَ عَلَيْهَا- أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِي أَنِّي أَرَى أَنِّي لِذَلِكَ الْمَوْضِعِ أَهْلًا» [١] .

حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ [٢] حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ قَالَ:

سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ يَقُولُ: لَوْلَا سُنَّةٌ أُحْيِيهَا أَوْ بدعة أمتها لَمَا بَالَيْتُ أَنْ أَعِيشَ فَوَاقًا.

حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ ثنا علي بن سعد حدثنا رباح بْنُ عُبَيْدَةَ قَالَ: أُخْرِجَ مِسْكٌ مِنَ الْخَزَائِنِ فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَمْسَكَ بِأَنْفِهِ مَخَافَةَ أَنْ يَجِدَ رِيحَهُ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا ضَرَّكَ إِنْ وَجَدْتَ رِيحَهُ؟ قَالَ: وَهَلْ يُنْتَفَعُ مِنْ هَذَا إِلَّا بِرِيحِهِ [٣] .

حَدَّثَنِي سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عن رَجَاءٍ قَالَ: اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَجُلًا، فَبَلَغَهُ أَنَّهُ كَانَ عَامِلًا لِلْحَجَّاجِ فَعَزَلَهُ، فَجَاءَهُ يَعْتَذِرُ إِلَيْهِ وَيُعَلِّلُ مَا عَمِلَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: حَسْبُكَ مِنْ صُحْبَةِ هَذَا شَرٌّ [٤]


[١] ابن كثير: البداية والنهاية ٩/ ٢١٠ لكنه يذكر «في» بدل «موضع» وأورد ابن سعد هذه الرواية (٥/ ٢٩٨) ، وابن الجوزي:
سيرة عمر ص ١٧٤.
[٢] هو جرير بن حازم.
[٣] قارن ابن عبد الحكم: سيرة عمر بن عبد العزيز ص ٤٦- ٤٧ وابن الجوزي: سيرة عمر ١٦٢- ١٦٣.
[٤] في الأصل «لعداس» ولم اتبينها وقارن ابن الجوزي: سيرة عمر ص ٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>