للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن عُبَيْدٍ قَالَ: دَخَلَ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المؤمنين ان من كان قبلك مِنَ الْخُلَفَاءِ كَانُوا يُعْطُونَا عَطَايَا وَإِنَّكَ قَدْ منعتناها، وان لي عيالا وضيعة وَقَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أَتَعَاهَدَ ضَيْعَتِي وَمَا يُصْلِحُ عِيَالِي. فَقَالَ عُمَرُ: أَحَبُّكُمْ إِلَيْنَا مَنْ فَعَلَ ذَاكَ. قَالَ: فَلَمَّا وُلِّيَ قَالَ عُمَرُ:

أَبَا خَالِدٍ أَبَا خَالِدٍ، فَأَقْبَلَ، فَقَالَ: أَكْثِرْ ذِكْرَ الموت فإنك لا تذكره وأنت في ضيق من العيش الا وسعه عليك، ولا تَذْكُرُهُ فِي سَعَةٍ مِنَ الْعَيْشِ إِلَّا ضَيَّقَهُ عَلَيْكَ [١] .

حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بن عامر قال: حدثني جويرية ابن أَسْمَاءَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَلَغَهُ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ أَبِي مُسْلِمٍ فِي جَيْشٍ من مِنْ جُيُوشِ الْمُسْلِمِينَ فَكَتَبَ إِلَى عَامِلِ الْجَيْشِ أَنْ يَرُدَّهُ وَقَالَ: لَأَكْرَهُ أَنْ أَسْتَنْصِرَ بِجَيْشٍ هُوَ فِيهِمْ.

وَعَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ قَلَّمَا يَدَعُ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ بِالْغَدَاةِ وَلَا يُطِيلُ [٢] .

قَالَ جُوَيْرِيَةُ: وَلَا أَدْرِي مَنْ حَدَّثَ إِسْمَاعِيلَ أَوْ غَيْرَهُ قَالَ: قَالَ لِمُزَاحِمٍ: أَبْغِنِي رَجُلًا لِمُصْحَفِي. قَالَ: فَأَتَاهُ بِرَجُلٍ فَأَعْجَبَهُ. قَالَ: مِنْ أَيْنَ أَصَبْتَ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ دَخَلْتُ بَعْضَ الْخَزَائِنِ فَأَصَبْتُ هَذِهِ الْخَشَبَةَ فَاتَّخَذْتُ مِنْهَا رَجُلًا. قَالَ: وَيَحْكَ انْطَلِقْ فَأَقِمْهُ فِي السُّوقِ.

قَالَ: وَجَاءَ بِهِ قَوْمَهُ فِي السُّوقِ فَقَوِّمْهُ نِصْفَ دِينَارٍ فَرَجَعَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَوَّمُوهُ نِصْفَ دِينَارٍ. قَالَ: تَرَى أَنْ تَضَعَ فِي بَيْتِ الْمَالِ دِينَارًا أَتَسْلَمُ مِنْهُ. قَالَ مُزَاحِمٌ: إِنَّمَا قَوَّمُوا نِصْفَ دينار. قال: ضع في


[١] ابن الجوزي: سيرة عمر ص ١١٧- ١١٨ بألفاظ مقاربة.
[٢] قارن ابن الجوزي: سيرة عمر ص ١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>