للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهلا، فجلست اليهم فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، كَأَحْشَمِ [١] الرِّجَالِ وَأَجْمَلِهِ وأحسنه هَيْئَةً، فَأَقْبَلَ إِلَى الْمَجْلِسِ الَّذِي أَنَا فِيهِ فَتَحَثْحَثُوا [٢] لَهُ حَتَّى أَوْسَعُوا لَهُ، فَجَلَسَ ثُمَّ قَالَ:

لَقَدْ جَاءَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْيَوْمَ كِتَابٌ مَا جَاءَهُ مِثْلُهُ مُنْذُ اسْتَخْلَفَهُ اللَّهُ. قَالُوا:

وَمَا هُوَ؟ قَالَ: كَتَبَ إِلَيْهِ عَامِلُهُ بِالْمَدِينَةِ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ يَذْكُرُ أَنَّ ابْنًا لِمُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ مِنْ أُمٍّ وُلِدَ مَاتَ، فَأَرَادَتْ أُمُّهُ أَنْ تَأْخُذَ مِيرَاثَهَا مِنْهُ فَمَنَعَهَا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَزَعَمَ أَنْ لَا مِيرَاثَ لَهَا، فَتَوَهَّمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ [فِي ذَلِكَ] [٣] حَدِيثًا سَمِعَهُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ يُذْكَرُ [٤] عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ، لَا يَحْفَظُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ذَلِكَ الْحَدِيثَ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فقلت [٥] :

أنا احدثكه. فقام إِلَيَّ قَبِيصَةُ [٦] حَتَّى أَخَذَ بِيَدِي، ثُمَّ خَرَجَ بِي مَعَهُ حَتَّى دَخَلَ بِي الدَّارَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، ثُمَّ جَاءَ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ عَبْدُ الْمَلِكِ فَقَالَ:

السَّلَامُ عَلَيْكَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ مُجِيبًا: وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ. فَقَالَ: أَدْخُلُ؟

قَالَ ادْخُلْ. فَدَخَلَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي. فَقَالَ: [هَذَا] [٧] يَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يُحَدِّثُكَ الْحَدِيثَ الَّذِي سَمِعْتَ مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ. قَالَ: إِيهٍ. قَالَ: قُلْتُ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بن المسيب يذكر: أن


[١] في ابن كثير: البداية والنهاية ٩/ ٣٤٦ «كأجسم» وفي ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق ١١/ ٦٥ أ «كأحسن» .
[٢] أي أوسعوا.
[٣] الزيادة من ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق ١١/ ٦٥ أ.
[٤] في ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق ١١/ ق ٦٥ أ «يذكره» .
[٥] في الأصل «فقال» والتصويب من ابن عساكر ١١/ ق ٦٦ ب.
[٦] قبيصة بن ذؤيب الخزاعي كان على خاتم عبد الملك وكان آثر الناس عنده وكان البريد اليه (تهذيب التهذيب ٨/ ٣٤٦) .
[٧] الزيادة من ابن عساكر ١١/ ق ٦٦ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>